اهتمت الصحف المحلية الإماراتية، الصادرة صباح الجمعة 29 مارس، في مقالاتها الافتتاحية بالمصالحة الفلسطينية واستنفار إسرائيل. وبدورها، أكدت صحيفة "الخليج" أن الإنسان الفلسطيني العادي لا يفهم لماذا لم تصل جهود المصالحة الفلسطينية إلى نهاياتها المطلوبة والموعودة من الأطراف المعنية، بادئ ذي بدء لابد من القول إن المصالحة لا علاقة لها بالإنسان الفلسطيني لأن كل الفلسطينيين متصالحون، فالخصومة ليست قائمة بين المواطنين سواء داخل المنطقة الواحدة أو ما بين المناطق في داخل الكيان أو في الضفة الغربية أو في القطاع أو في الشتات، الكل يجتمع على الحقوق بل وعلى معانيها، هناك حد أدنى يجمعهم مجازا يسمى الخلاف فلسطينيا لأن أطرافه فلسطينية لكنه فعلا خلاف بين القوى السياسية. وأشارت "الخليج" إلى أن الحركة نحو المصالحة لا يمكن أن تترك بشكل جوهري في أيدي غير الفلسطينيين، وهذا يعود إلى أسباب أولها أن الخارج قد يفرض المصالحة في ضوء مصالحه وليس مصلحة الفلسطينيين، ثانيها أن الديمقراطية الحقيقية تؤكد أن هذا الأمر ينبغي أن يقوم به أصحابه أي الشعب الفلسطيني من خلال آلية محددة، ثالثها أن إغراء السلطة قد يؤدي إلى مصالحة لا تضمن مصالح الشعب الفلسطيني وأن تقتصر على تأمين مصالح بعض القوى الفلسطينية فقط . ومن جانبها، ذكرت صحيفة "البيان" أنه ليس غريبا أن يكون الأمن هاجسا يوميا لدى إسرائيل يجعل قواتها بمختلف وحداتهم في حالة تأهب دائم أو شبه دائم ..ولكن اللافت مؤخرا إعلان الاحتلال في أكثر من مرة أنه يحشد قواته على الحدود السورية تارة وعلى اللبنانية تارة وعلى المصرية تارة أخرى..ومنذ نحو يومين أزاح تقرير إخباري إسرائيلي اللثام عن دراسة تتعلق بما يسمى الوحدات النخبوية في جيش الاحتلال التي تتولى مهام خارج إسرائيل ويعد عملها غاية في السرية ولم يتم الكشف سابقا عن تفاصيل وطبيعة مهامها التي تتعلق بعمليات عسكرية واستخباراتية حساسة كالاختطاف والاغتيال والتنصت على دول عدو لإسرائيل لاسيما العربية منها. وأوضحت أن ذلك تزامن مع الحديث عن استنفار إسرائيلي على الحدود اللبنانية ونشر 3 ألوية على حدود لبنان الجنوبي لإجراء مناورات استعدادا لحرب محتملة ضد حزب الله ، بحسب تصريحات ضابط إسرائيلي كبير في قيادة الجبهة الشمالية الغربية رافقه الكشف عن استمرار حملة تجنيد قوات جديدة في الاحتياط وذلك بعد إعلانات متتالية سابقة عن استنفار وحشد قوات إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة على الحدود الشمالية مع سوريا. كما تزامن ذلك أيضا مع الإشارة بين الفينة والأخرى لاستنفار على الحدود مع مصر إذ كشفت تقارير إخبارية عبرية أول أمس تسريبات عن تدريبات مكثفة ونوعية لكتيبة نسائية فريدة من نوعها في جيش الاحتلال تنشرها إسرائيل على طول الحدود مع مصر بذريعة ملاحقة المهربين والمتسللين أطلقت عليها اسم قطط الصحراء ، وهي تعد خط الجبهة الأول في المواجهة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء . وأضافت أنه رغم تلك التسريبات والتصريحات وبغض النظر عن طبيعتها العدوانية لا يمكن لإسرائيل أن تفتح خطوط النار في 3 جبهات في آن واحد بالتزامن مع تأهبها الدائم في الأراضي المحتلة لقمع الفلسطينيين وهوسها المتواصل بشن ضربة وقائية على إيران كونها ببساطة كيانا يملك نقاط قوة وضعف..ولا يمكن وصفه بأنه خارق للعادة لذا تبدو تحركات جيشها على مختلف الحدود العربية المحيطة إما من باب "البروباجندا" الإعلامية لتهدئة روع مواطنيها وتخويف جيرانها أو من باب ممارسة دورها المعهود كشوكة في حلق الوطن العربي غُرست منذ عقود ويصعب اقتلاعها.