القاهرة - مصر اليوم
وصفت الصحيفة فى افتتاحيتها قرار الولايات المتحدة بتعليق جزء من مساعداتها السنوية لمصر أنه متاخر للغاية وبسيط جدا، مشيرة إلى أنه لن يكون له تأثير على النظام الحالى فى مصر. ورغم ذلك، رأت الصحيفة أنه يمثل لافتة رمزية، تحمل اعترافا من واشنطن سيكون له تأثير ضئيل على الحملة التى يشنها ضد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، أو على وتيرة العودة إلى الديمقراطية فى القاهرة. لكنه توازن تمت معايرته بعناية بين الحاجة إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة والرغبة فى الحفاظ على القيم التى تدعمها أمريكا. وترى الصحيفة أنه لو كان هذا القرار قد تم اتخاذه قبل ثلاثة أشهر، فورا بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، ربما كان له بعض الثقل. إلا أن واشطن رفضت استخدام كلة انقلاب، وظلت على هذا المنوال حتى وهى تعلن عن تعليق المساعدات. وفى غضون ذلك، تتابع الصحيفة، فإن النظام الجديد يمضى فى وتيرته، فالإجراءات التى تمهد الطريق لعودة حكومة طبيعية ستتم الموافقة عليها على الأرجح فى الاستفتاء القادم. إلا أن اغلب قيادات الإخوان فى السجن ووسائل الإعلام الإسلامية تم إغلاقها، وهذا لا يعنى الكثير. ففى نفس اليوم الذى أعلنت فيه الإدارة الأمريكية قرار تعليق المساعدات، أعلنت مصر موعد محاكمة محمد مرسى وقالت ايضا إنها لن تستسلم للضغوط الأمريكية. بل إن واشنطن ربما تدعم شعبية النظام بالحد مما يراه اعتماد مهينا على الخارج. ولن يؤثر ذلك على التوازن الأمنى فى المنطقة، برغم مخاوف إسرائيل من احتمال تأثيرها على معاهدة السلام مع مصر، لكن فى الواقع لن تتغير الأمور كثيرا. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن ما تريده واشنطن هو استئناف المساعدات العسكرية الكاملة لمصر، وربما يقدم لها الاستفتاء السبب لتفعل ذلك، والتعليق البسيط للمعونة لن يرضى أحدا، ويثبت أيضا مدى ضعف النفوذ الأمريكى على مصر. وكان ينبغى اتخاذ هذا القرار قبل أشهر لكى يكون له تأثير.