على أحد مقاهى وسط القاهرة جلس مجموعة من الشباب المتمردين فى السياسة وفى الصحافة، يحلمون بصحافة من نوع آخر، قائمة على خيال أكثر شطوطاً، ولقطات متميزة تنحاز للمواطن وحقه فى الحياة وفى الحرية، فكروا فى تدشين موقع إلكترونى ليكون لساناً إعلامياً لحركة "تمرد" التى ينتمون لعضويتها، يؤرقهم التفكير فى كيفية إنشاؤه وتمويله. جمعوا المبلغ المطلوب لوضع حجر أساس الموقع "نظرياً فقط" بعد أن كتبوا بالورقة والقلم المبلغ الذى يستطيع كل منهم التبرع به، وبعد عدة اتصالات جاء الفرج من السماء وتبرعت الشبكة العربية بتصميم الموقع مجاناً فى سبيل الوطن والتمرد، ثم تبرع المبرمج إسلام إمام بتطوير الموقع. بعد عدة اتصالات أخرى اكتمل فريق العمل من زملائهم فى المهنة، وفى الأيام الأولى اتخذوا من نقابة الصحفيين مقرا مؤقتاً لعملهم، وللمرة الثانية يأتى الفرج بعد وقت قليل، فبعد مكالمة هاتفية من "محمود بدر" المتحدث الإعلامى لحركة تمرد مع الفنانة شريهان قررت الفنانة الجميلة التبرع بأحد منازلها المغلقة ليكون مقراً لموقع الحملة الرسمى لـ"حين ميسرة". الشقة "المحندقة" لم تفتح منذ 15 عاماً، لذلك كان لابد من تدشين حملة موازية للتنظيف ليكون المقر صالحاً للعمل، فتبرع رئيس تحرير الموقع عمرو بدر بـ 100 جنيه أعطاهم لعم حامد البواب ليقوم بهذه المهمة، لكن يبدو أن عم حامد كان على عجلة من أمره فسافر لقضاء الإجازة فى بلدته وترك خلفه أكوام من التراب فى الشقة، فقام فريق الموقع بهذه المهمة الشاقة "وأمرهم لله"، ولكن قبل بدأ العمل اختفى الذكور من المشهد فى لمح البصر فشمرت الصحفيات المثابرات والمتفانيات فى حب الوطن والتمرد عن سواعدهن وذهبت المتمردة منى سليم لشراء معدات التنظيف وبالصدفة القدرية قابلت مجموعة من النشطاء أمام محل أدوات التنظيف من بينهم الناشط "حمادة المصرى" الذى أصر على أن يساهم فى تدشين الموقع بدفع حساب المشتريات وحمل وأصدقاؤه الأدوات إلى باب المقر، ويمزح فريق الموقع وهم يرون تلك القصص مؤكدين أنه موقع "مُرزق". ولأنهم يريدون صحافة من نوع آخر جاء شعارهم "صحافة تانية لصحفيين تانيين"، وهو الشعار الذى اقترحه محمود عبد الله أحد أعضاء الفريق وتحمسوا له بشدة لأنه يحمل روح التمرد التى يبحثون عنها، ومن الموضوعات الثابتة التى تميزوا بها "جمهورية بديعستان" التى يحرر حلقاتها "أحمد بدر" و"المزرعة التعيسة" وتكتبها "نورهان طمان"، كما اشتهر الموقع بـ"الحفلة" التى يقيمها على أحد الشخصيات ويقتلونه سخرية وانتقادا وكان "الشيخ حازم أبو إسماعيل وعاصم عبد الماجد وعمرو عبد الهادى" أشهر أبطال حفلات موقع تمرد. مع بداية العمل بدأ الهجوم الشديد على الموقع من اللجان الإلكترونية للإخوان ورغم الإمكانيات المحدودة والهجوم المستمر استطاع الموقع الرسمى لحركة تمرد أن يتجاوز المئات من المواقع التى تسبقه بسنوات ويقفز ترتيبه إلى الموقع رقم 350 على مستوى مصر متقدما أكثر من 50 ألف مركز فى أسابيع معدودة ويرتفع ويهبط هذا الرقم بضع مراكز على حسب الأحداث، حيث زار الموقع منذ تدشينه 2 مليون زائر فى شهر ونصف. "الضربات لم تعد تؤثر فينا بعد نقل الموقع على سيرفر كبير جديد".. هذا ما قاله بثقة وفخر عمرو بدر رئيس تحرير الموقع، متذكرا حالة الفزع التى انتابت فريق الموقع يوم 29 يونيو بعد حملة إلكترونية شديدة أسقطت الموقع لمدة 8 ساعات، وعلى الفور اشترينا سيرفر جديد وطوال الليل عملنا على إعادة تحميل الملفات ونقلها على السيرفر الجديد وبفضله أصبح الموقع أكثر أماناً.