التواصل الاجتمـــاعي للمشاهير

"لست قدوة، وما أفعله خطر بالتأكيد، ولا يمكن أن أنصح الناس بما لا ألتزم به، لقد رفضت المشاركة في حملة مرورية للتوعية بعواقب هذا السلوك، لأنني أشهر من يرتكبه على مستوى الدولة".. بهذه الصراحة عبر الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي محمد الكندي، الشهير باسم "كانو الكندي"، عن رأيه في خطورة تسجيل مقاطع الفيديو أثناء القيادة، الذي صار يمثل هوساً لدى كثيرين، خصوصاً في ظل إتاحة مزايا التصوير المباشر على غالبية الوسائط، وتحديداً "سناب شات" و"إنستغرام" و"فيس بوك".

رئيس مجلس المرور الاتحادي، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، رفض التضييق على أفراد المجتمع في ممارسة هواياتهم، "مادامت لا تنتهك القانون، ولا تمثل خطورة على غيرهم من مستخدمي الطريق". لكنه أكد أن غالبية المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي يتحولون إلى مصدر للخطورة عندما يستخدمون هواتفهم وهم يقودون مركباتهم على الطريق.

ورأى أن "معيار المخالفة هو إمساك الهاتف باليد أثناء قيادة السيارة"، مشيراً إلى أنه "لا مخالفة في حال تثبيت الهاتف على حامل في السيارة، بشرط عدم تشتيت انتباه السائق الذي يمكن أن يرتكب حادثاً مرورياً إذا انشغل عن الطريق، فيسبب الأذى لنفسه وللآخرين".

الموضوع أثار تساؤلات لدى البعض من الذين يفضلون الالتزام بالقيادة الآمنة، منهم إيمان أحمد، التي تعتبر أن تصوير فيديو أثناء القيادة يعد سلوكاً خطيراً، مؤكدة أنها تلاحظ انشغال صاحب الفيديو، خصوصاً النساء، بالتسجيل أكثر من القيادة، وهذا يظهر في تركيزها طول الوقت على النظر إلى الهاتف.

عادل بن صفوان أكد أن هذه السلوكيات لها انعكاسات واضحة على الطريق، وأخف أضرارها عرقلة حركة السير أو الانحراف المفاجئ، لافتاً إلى أنه من الشائع الآن أن ترى مركبة تسير ببطء في مسار خالٍ، وتفاجأ بها تنحرف بهدوء يميناً أو يساراً، كأنها من دون سائق، وحين تقترب منها تجد السائق مشغولاً بالنظر إلى الهاتف كأنه يخاطب أشخاصاً غير مرئيين.
أميرة المهدي ترى من جانبها ألا مبرر إطلاقاً للانشغال بهذه السلوكيات أثناء القيادة، خصوصاً أن الموضوعات التي يتحدث فيها مشاهير التواصل الاجتماعي غير ملحة، ولا ترتبط بمشكلة ساخنة، أو لا تحتمل التأجيل.

"كانو الكندي" ليس الوحيد الذي يمارس هواية التسجيل ومخاطبة متابعيه عبر "سناب شات" أو "إنستغرام"، فالنساء لهن نصيب وافر أيضاً، وكثيرات صرن من مشاهير وسائل التواصل، فإحداهن على سبيل المثال لا تتوقف عن تقديم نصائح اجتماعية حول كيفية التعامل مع الرجال، وهي موضوعات تلقى جاذبية لدى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.

لكن تبقى الإشكالية في درجة خطورة هذه السلوكيات على سلامة الشخص الذي يفعل ذلك أثناء القيادة، إذ تُظهر مقاطع الفيديو تركيزه معظم الوقت مع الهاتف. الكندي يؤكد أن التصوير أثناء القيادة يمثل خطورة في كل وقت، لافتاً إلى أنه يتخذ تدابير معينة، وهو يعترف بأنها لا تعد كافية، لكنه معتاد على ذلك، كما يقول، فهو يطل على متابعيه في حال كان الطريق مزدحماً، أو يختار الشوارع الخالية ولا تتجاوز سرعته عادة 100 كيلومتر في الساعة، تفادياً لأي مفاجآت يمكن أن تواجهه. ويضيف: "أحذر الناس من مغبة هذا السلوك وألح عليهم بعدم تقليده، لإدراكي عواقب ذلك".

ويشير إلى أنه صار يفضل إيقاف السيارة حين يتحدث مع متابعيه عبر "إنستغرام"، لكن يفعل ذلك أثناء القيادة حين يحدثهم عبر "سناب شات"، مبيناً أنه يحاول الالتزام بإجراءات السلامة، لكنه يفوت المخارج عادة، ويتأخر عن مواعيده بسبب انشغاله بالتصوير.