واشنطن ـ وكالات
تهتم الأسرة بتقديم التغذية البدنية للأبناء وهو أمر ضرورى، ولكن التغذية العاطفية للطفل لا تقل أهمية بالنسبة له بل إن الإخفاق والإهمال فيها قد تؤدى إلى أثار وخيمة على صحته النفسية والجسمانية. يوضح لنا الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس، أن الشحن العاطفى للطفل أكثر أهمية من الغذاء نفسه فالحضن الدافئ أرخص دواء لعلاج قلق الأطفال، بينما الكبت العاطفى يفاقم ربو الأطفال. ويؤكد مجدى أن التنشئة السوية تستلزم أن يعيش الطفل فى جو أسرى سليم بوجود الأب والأم فى بيئة مشبعة بالحب والعطف والأمان، كما أن علاقة الطفل بأسرته لها تأثير كبير على التطور النمائى للطفل.ويشير دكتور مجدى إلى أن اتزان المثلث الأسرى المتكون من الأب، الأم والطفل مهم للصحة النفسية لأفرادها واختلال هذا الاتزان يولد غالباً اضطرابات نفسية للأطفال!فقدان أحد الوالدين أو كليهما يترك آثاراً سلبية كبيرة على الصحة النفسية للأطفال وعدم تمتع الطفل اليتيم بجو أسرى متوازن. وعلى الجانب الآخر يوضح بدران أن الطفل يتيم الأب فقط أو الأم فقط تقديره لذاته أفضل من يتيم الوالدين معاً، ويعانى الطفل اليتيم غالباً من الجوع العاطفى بسبب عدم إشباع حاجته للحب.والجوع العاطفى يشوه نمو الطفل اليتيم النفسى، فهو يقارن حالته بأقرانه خاصة فى المدرسة وينتابه الشعور بأنه مغضوب عليه بدليل فقدان أمه أو أبيه أو كليهما! مما يقلل من ثقته بنفسه و شعوره بالعجز.وعن البديل لإشباع الطفل اليتيم من العاطفة ينصح دكتور مجدى بضرورة أن يتمتع الطفل اليتيم بحقوقه خاصة وهى الحق فى الحياة منذ الولادة والحق فى الرعاية البديلة الملائمة، فالطفل اليتيم أكثر عرضة لمخاطر انتهاكات الحماية خاصة غياب رعاية بديلة ولا تستطيع أى مؤسسة اجتماعية أن تحل محل الأسرة!لذا ينبغى توفير جو أسرى للأطفال الأيتام، حيث إن اليتامى الذين يعيشون فى دور الأيتام تكثر لديهم غياب السعادة والسلوكيات العدوانية خاصة لدى المراهقين والقلق والتوتر والشعور بالظلم وانخفاض الروح المعنوية والاضطرابات السلوكية والوجدانية وانخفاض التحصيل الدراسى، وهو يحتاج إلى الحق فى الحماية من العنف والحق فى التنشئة الصحية السليمةلذا يؤكد دكتور مجدى ضرورة تغذية أبنائنا التغذية العاطفية السليمة كى نحظى بأطفال سوريا ويحظى المجتمع بهم.