نيويورك - قنا
شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر اليوم في جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان "عام 2015، العد التنازلي للتعليم: الفشل ليس خياراً" والتي عقدت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بهدف حث المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لإيجاد نماذج تمويل مبتكرة ، وتكثيف الاهتمام بتعميم التعليم الابتدائي لملايين الأطفال المحرومين كهدف ثان من أهداف الألفية، حيث أدار الجلسة السيد غوردون براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بتعميم التعليم.
سمو الشيخة موزا متحدثةً في الجلسة النقاشية
وأكدت سموها ، في الملاحظات التي قدمتها خلال الجلسة، أن تعميم التعليم الابتدائي لم يتم اعتباره أولوية .. وقالت :"لطالما كان التعليم مهملاً، وينظر إليه كسياسة غير مجدية، وعليه فإننا نشهد الآن أثر هذا الإهمال، فقد أفادت منظمة "اليونسكو" بأن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ارتفع إلى 58 مليون طفل للمرة الأولى منذ إطلاق الأهداف الإنمائية للألفية عام 2000، هؤلاء الأطفال يعيش نصف عددهم في مناطق النزاعات".
وأضافت سموها "خلال الصيف الماضي فقط قُصِفت أكثر من 116 مدرسة ودُمرت في قطاع غزة ، كما أن إحصائيات "منظمة أنقذوا الأطفال" أكدت أن 2.8 مليون طفل سوري هم الآن غير ملتحقين بالمدارس ، وقد أفادت منظمة "اليونسكو" بأن فجوة التمويل المخصص لتعميم التعليم الأساسي في البلدان المنخفضة الدخل ارتفعت من 16 مليار دولار سنوياً إلى 26 مليار دولار خلال ثلاثة أعوام فقط".
سموها خلال الجلسة النقاشية
وناشدت سموها المجتمع الدولي ومجتمع الأعمال إدراك أن التعليم سيظل دوماً قوةً دافعةً للتنمية المستدامة على مستوى العالم.
وتفضلت صاحبة السمو بطرح سؤال على الحضور حول السبب وراء عدم تمكن التعليم الأساسي من حشد دعم قطاع الأعمال، وفي هذا الصدد قالت سموها: "إن فوائد التعليم تعم مجالات التنمية البشرية جميعها، فضلاً عما يُدره من منافع اقتصادية كبرى، فكل دولار يُستثمر في التعليم الابتدائي يُدرُّ عائدات اقتصادية تتراوح بين 10 إلى 15 دولارا ، كما أن الخسارة الناجمة عن عدم تعليم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس تفوق بكثير الاستثمارات التي يتطلبها تعليمهم".
من جهته، أكد السيد غوردون براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص لتعميم التعليم على مواقف صاحبة السمو فيما يتعلق بضرورة زيادة الاهتمام بتعميم التعليم الابتدائي ، وأثنى على العمل الذي يقوم به برنامج "علِّم طفلاً" بالقول :"إنه لمن المثير الحديث عن الأهداف المستقبلية بين عامي 2015 و 2030، غير أنني أعتقد أن المصداقية ستتجلى في قيامنا بكل ما في وسعنا لتحقيق تلك الأهداف القائمة".
سموها خلال الجلسة النقاشية
وأضاف "إنني أفتخر كثيراً برئاسة هذه الجلسة النموذجية المخصصة للدفع بهذه القضايا إلى الأمام" ، موضحا أن برنامج "علِّم طفلاً" هو أكبر مؤسسة غير حكومية يمكنها فعل الكثير لتحقيق أهداف تعميم التعليم.
وتعد هذه الجلسة النقاشية ضمن عدد من الفعاليات التي ستشارك فيها صاحبة السمو هذا العام على هامش انعقاد الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.