الدوحة - واس
عاد فريق عنابي المناظرات باللغة الإنجليزية من رومانيا بعد أن خاضوا تجربة الاحتراف مع الفرق الأوربية أثمرت عن فوزهم على فريقي التشيك وبلغاريا.
وقد جاء هذا الفوز ثمرة مشاركة مميزة تركت بصمات مضيئة في ذاكرة المتناظرين في الفرق الأوروبية واستطاعوا تسجيل حكايات تروي حرفيتهم واتقانهم فن المناظرات فكانت صورة مبشرة لفريق المناظرات الوطني والذي يتحلى بروح القيادة .
وقد استأثرت قدراتهم في تقديم حججهم المقنعة باهتمام الحكام والحضور وأعضاء البعثة المرافقة لهم.
أصغر متناظري الفريق
الطالب علي المولوي من أكاديمية قطر ( اصغر متناظري الفريق ) : " كنت طالباً هادئاً يتمتع بقدرات لغوية جيدة ولكنني لا أملك المهارة الكافية لتفعيلها أو التعبير عن رأيي بأسلوب جذاب أتمنى أن أتقنه وجاءت فرصة المشاركة بالمناظرات فكانت التجربة لاختبار شخصيتي وهل من الممكن بالفعل أن أدخل هذا العالم
وكانت الفرصة المفاجأة ترشيحي ولأول مرة لمشاركة فريق عنابي المناظرت باللغة الإنجليزية في رومانيا .
سافرت مع الفريق وشاركت في المنافسات بعد تدريب مكثف من قبل مدربين محترفين في مركز مناظرات قطر وأصدقكم القول أن هذه الرحلة والمشاركة غيرت مسار حياتي والدليل ها أنا أتحاور معكم الآن بكل طلاقة دون تردد لأنني اكتسبت مهارات لغوية وقدرات عقلية وتخطيت كل العوائق التي قد تؤثر على مقومات الحوار لدي .
دخلتُ عالم الثقة بالذات بقوة ودراية ولله الحمد كانت أسرتي ممن يدفعني لأصل إلى هدفي وطبعاً الفضل الأول بعد الله يعود لمركز مناظرات قطر حيث مكنني من امتلاك استراتيجيات الحوار بهذه الصورة .
ومن جانبها فقد اتفقت والدة علي الأستاذة ناهد العمادي مع ابنها بقولها :" لقد عاد من هذه التجربة شخصاً آخر قادراً على دخول مضمار الحوار مع الجميع على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم وضمن دائرة الاحترام ، وأولهم جده الذي كان يشعر بالفخر بهذا الحفيد فقد أثبت أن أفكاره سليمة – مقنعة – ممتعة –وهذا ماشجع أخته نور – أول إعدادي – بالتفكير بتعلم فن المناظرة .
وختمت كلمتها بتقديم الشكر والامتنان للدكتورة حياة معرفي – المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر- والتي كان لها الدور الأكبر على تشجيع ابني علي من أجل الانضمام لفريق عنابي المناظرات ووصوله إلى هذا المستوى والشكر موصول لجميع أعضاء البعثة الذين كانوا على قدر المسؤولية وبمثابة الأهل .
التوأمان طارق وعمر الحمادي
ونكمل تفاصيل الحكاية مع الأخوين طارق وعمر الحمادي من أكاديمية قطر فقد ولدا بنفس اللحظة و اليوم و جمع بينهما التشابه الكبير بالشكل والترابط الروحي في الميول والخواطر ولكن اتضح التباين بين طارق وعمر بطريقة طرح الأفكار والآراء وأسلوب التعبير وهنا نتوقف عند هذه المعادلة السهلة الصعبة معاً فصعوبتها بإيجاد طرق للتقارب بين وجهات النظر أما سهولتها فتكمن في تعلم مهارات المناظرة والحوار وقد بدأ التغير يظهر للمقربين منهما بعد الانضمام لمركز مناظرات قطر والتدرب المكثف على إتقان أساسيات الحوار العقلي وجدا أنهما مهما اختلفا في النقاش لابد من التوافق والاقتناع بالرأي الآخر أو إقناعه وهذا ما تعلماه من المناظرة ولكن تبقى النقطة الأهم – نقلاً عنهما – " لقد حرصنا خلال هذه المرحلة من التدريب على ( بناء ومكونات الشخصية القيادية) كي نخرج بعد ذلك ونحن نتحلى – برأينا - بأهم صفة للشاب القطري خاصة وللعربي عامة " .
وقد أوضح الطالب طارق الحمادي بصدد هذا الموضوع بعض النقاط :" إن النقلة الإيجابية التي دخلت حياتنا عن طريق المناظرة سواء في المدرسة أو البيت هي الانعكاس الجذري للتعبير عن آرائنا ووجهات النظر المختلفة وتحليلها وتفنيد الحجج المقنعة لنصل في نهاية الحوار إلى أن الاختلاف بالرأي لا يُفسد للود قضية .
كما أنها أبعدتنا عن التصادم والتجادل والمعاندة لذا فإنني أعتبر أن المناظرات هي التحفيز الحقيقي لإعداد الشاب كي يخوض غمار الحياة بثقة وقدرة على مواجهة الصعاب والسير قدماً نحو الهدف المنشود وهو حرية الكلمة المثمرة المساهمة في بناء الوطن ".
فن المناظرة
وفي السياق نفسه قال الطالب عمر الحمادي :"بعد أن شجعني أخي طارق على تعلم فن المناظرة أشعر أنها أعطتني أهمية وقيمة لرأيي و وجدت أن الأمور التي كانت تضايقني سابقاً بدأت تختفي من حياتي فمثلاً عندما ندخل في نقاش أو حوار مع أياً كان فإننا وفي معظم المناقشات نصطدم بجدار مسدود بالعناد والجدال وهذا الجدار لا يمكن اختراقه أبداً ، أما الآن فإنني قادر على خوض أي نقاش كان بحوار فكري قائم على مهارات الإقناع دون العناد المفرط الذي يفقد للحوار معناه ومتعته فقد أصبحت ملمّاً بكل المواضيع الاقتصادية والثقافية والسياسية والعلمية من خلال القراءة والاطلاع لأجد الدليل والبرهان القوي المقنع.
فقد امتلكنا مفاتيح القيادة اللغوية والفكرية لذا من السهل جداً أن نتحكم بمرادفاتها وأساليبها لنصل في النهاية إلى هدفنا والتعبير عن رأينا .
وثمن كل من طارق وعمر جهود مركز مناظرات قطر والمدربين وتقدما بالشكر الجزيل لوالديهما على التشجيع المستمر لهما .
مهارات الحوار
الطالب حسن السليطي من كلية الدوحة قال انا شاب اطمح أن امتلك مهارات الحوار وقدرات التواصل الجيدة مع الآخرين فوجدت مكاني في مركز مناظرات قطر لأتقن هذه المهارات وتكون جزءاً من سلوكي وأخلاقي وقد بيّن ذلك بقوله :" في البداية كنت متردداً بعض الشيء ولكن مع نهاية الشهر الأول من التدرب بدأت أنتظر موعد لقائي مع المدربين وأصدقائي المتناظرين بفارغ الصبر وتعرفت أكثر على أساليب الحوار المقنع ثم جاء ترشيحي للسفر لأستراليا ومن ثم رومانيا للمشاركة في المنافسات الدولية وفي كل مشاركة كنت أخرج بخبرات جديدة وأقارن بين حواري بالحوار المعروض لأتعرف على مواطن القوة وأتمسك بها ونقاط الضعف وأتجنبها ...هكذا عرفت مامعنى ترويض الأفكار وتقريبها فكان الجواب :( خفايا المناظرة ) التي كانت أساس النمو الشامل لشخصيتي من الناحية التربوية والاجتماعية والثقافية وإلخ ....وباب من أبواب تطور المجتمع الذي نسعى لدخوله ".
الحوار الايجابي
ويقول الطالب خالد الفضالة تعلمت من المناظرة تغليف الأساليب بحوار إيجابي سلسل لجذب المتناظرين وإقناعهم هكذا بدأ خالد من إعدادية ابن زيدون المستقلة حديثه وتابع قائلاً :"في كثير من الأحيان يكون سبب خلافنا مع الآخرين هو في عدم استخدام مهارات حوارية مقنعة وهذا ما وجدته بعد تعلم المناظرة
فبعد أن تعرفت على مهارات التواصل الفكري أصبح بمقدروي كسر الأفكار الصلبة التي تنتهي دوماً بالخلاف وبالتالي تأكدت أن المناظرة ضرورة لا غنى عنها في حياتنا اليومية والفضل يعود بعد الله لما وصلت إليه هو مركز مناظرات قطر فكل الشكر والامتنان لإدارة وأعضاء المركز .
أعضاء الفريق
وقد أجمع أعضاء بعثة مناظرات قطر المرافقة للفريق الممثلة في أ.علي المفتاح وأ. حسن سليمان وأ. عبد الرحمن السبيعي والمدربة مايا سميرمان أن هذه التجربة تمثل تحولاً كبيراً للفريق فقد أكسبتهم خبرة وثقة بالنفس كنا نراها تزيد يوماً بعد يوم وهذه الخبرة إذا تمَّ استغلالها ومتابعتها ستسهم وبشكل كبيرعلى زيادة دائرة المشاركات في البطولات العالمية وإحراز نتائج مذهلة تضع الفريق العنابي في مصاف الفرق المميزة .