أبو ظبي - وام
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع .. أهمية إعداد وإطلاق استراتيجية وطنية للغة العربية تتضمن منظومة متكاملة من الأهداف والأفكار المبتكرة والمبادرات والقوانين والممارسات التي يمكن من خلالها تحقق تغير جوهري في الواقع اللغوي في المجتمع بما يحفظ للغة العربية مكانتها ويعيد الأجيال الجديدة إلى لغتهم الأم .
وأشار إلى ضرورة القيام بتحليل شامل عن واقع اللغة العربية في مجتمعنا ومن ثم تحديد الخطوات الضرورية لتطويره على نحو يضمن أن الاهتمام باللغة العربية سيتم على المدى الطويل وفق استراتيجية واضحة ومحددة تشارك فيها جميع المؤسسات والهيئات المعنية في الدولة.
جاء ذلك خلال ترأس معاليه الاجتماع الأول للدورة الثانية للمجلس الاستشاري للغة العربية الذي عقد أمس في مقر الوزارة في أبوظبي..واطلع المجتمعون على قرار مجلس الوزراء بشأن إعادة تشكيل المجلس إضافة إلى مناقشة تقرير شامل عن أعمال الدورة الأولى وما أنجزته خلال الفترة السابقة إضافة إلى قرار إنشاء وتنظيم مركز الإمارات للغة العربية في الوزارة ودوره في مجال حماية اللغة العربية وخططه المستقبلية.
وناقش المجلس مبادرات مركز الإمارات خلال العام الماضي وما أطلقه من مبادرات يأتي على رأسها مسابقة القراءة ثقافة وإبداع ومشروع لغة الإبداع ومسابقة جماليات الخط العربي.
حضر الاجتماع .. سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وأعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية وفي مقدمتهم سعادة عبد الغفار حسين عضو ندوة الثقافة والعلوم في دبي نائب رئيس المجلس وسعادة أحمد بن شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسعادة إبراهيم العابد والدكتور عبيد على المهيري عميد تنفيذي للغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا وسعادة محمد إبراهيم الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر رئيس تحرير جريدة الاتحاد والدكتور على الكعبي وكيل كلية التربية في جامعة الإمارات.
وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن اهتمام الإمارات باللغة العربية وآدابها وفنونها بدأ مع بداية تأسيس الاتحاد على يد المغفور له تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي اهتم بتنمية الإنسان الإماراتي وتطويره وتثقيفه فكان للغة مكانتها في المدارس والمؤسسات الثقافية المختلفة وسارت على دربه قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " الذين قدما العديد من المبادرات المشكورة والمقدرة فيما يتعلق باللغة العربية .
وأضاف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. يولي اهتماما بالغا بتوعية الشباب وأهمية إقبالهم على لغتهم الام وهي اللغة العربية باعتبارها أحد أهم مكونات ثقافتنا وهويتنا الوطنية.
وعبر معاليه عن تقديره البالغ لجميع أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية لما يبذلونه من جهود مخلصة في مجال حماية اللغة العربية والمحافظة عليها ووضع الخط لتقريبها من الأجيال الجديدة جنبا إلى جنب مع اللغات الأجنبية الأخرى وخاصة في المدارس الحكومية والخاصة.
وذكر أن المجلس قدم عددا من المبادرات والدراسات والخطط في إطار اضطلاعه بهذه المهمة خلال المرحلة المقبلة .. مشيرا إلى أنه طالب ببلورة هذه الخطط لرفعها إلى مجلس الوزراء لدراستها.
وعن الاستراتيجية الوطنية للغة العربية .. أوضح معاليه أن هذه الاستراتيجية عند إنجازها لن تستفيد منها الإمارات فقط وإنما يمكن تقديمها لكل البلدان العربية لأن التحديات التي تواجه اللغة العربية في أقطارنا العربية متشابهة إلى حد كبير .. منبها إلى أهمية أن تتضمن هذه الاستراتيجية حلولا عملية ومبتكرة لجميع التحديات التي تواجه لغتنا العربية مع التأكيد على أن حماية اللغة العربية لا يمكن أن تقوم بها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وحدها بل يجب أن يقوم أفراد المجتمع ومؤسساته المحلية والاتحادية كافة بدورهم في هذا المجال.
وقدم سعادة عبد الغفار حسين خلال الاجتماع ورقة العمل تناولت ملحوظات عامة عن " سير التعليم واللغة العربية " من خلال عدة نقاط رئيسية منها تعليم اللغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة من حيث مستوى المناهج والمدرسين الذين يفتقد الكثير منهم إلى الثقافة العالية في اللغة وآدابها كما تناولت الورقة أسباب تراجع اللغة العربية في المدارس وطرحت عدة توصيات للارتقاء بها كما تطرقت الورقة إلى السبل المتاحة لرفع مستوى اللغة العربية في المدارس الخاصة إضافة إلى الاهتمام باللغة الانجليزية باعتبارها لغة التكنولوجيا والعلوم الحديثة بحيث لا يأتي الاهتمام بأحدهما على حساب الآخر.
وأشار سعادة عبد الغفار حسين إلى أن هدفه من طرح هذه الورقة هو دراسة الوسائل المؤدية إلى تقوية الآليات التي بواسطتها يتم التركيز على الارتقاء بمناهج تدريس اللغة العربية من قبل هيئات التعليم الحكومي والخاص .. مؤكدا أنه حاول أن تكون ورقته منطلقا لدراسة حالة اللغة العربية في المدارس وأن يتم البناء عليها وتطويرها بغية الوصول للهدف المنشود بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في هذا المجال.
من جانبهم ثمن أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية رعاية واهتمام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمجلس ودعمه لجميع الجهود التي تصب في حماية اللغة العربية والحفاظ عليها وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بها والتعرف على جمالياتها وما بها من إبداع يعد من كنوز العلوم الإنسانية .. مؤكدين أن هذا الدعم يدفعهم إلى المزيد من الجهد والعمل المستمر حتى يحقق المجلس الاستشاري كامل أهدافه التي أنشأ لإنجازها.