القاهرة – محمد فتحي
انتقد العالم الأزهري، الدكتور أحمد كُريِّمة، "ضعف مناهج التعليم الأزهري في المعاهد الأزهرية؛ الثانوية، والإعدادية، وبُعدها عن التركيز على إعداد الطالب الأزهري للدعوة، وحمل رسالة نشر الدين الإسلامي الصحيح"، مُؤكِّدًا أنها "السبب الرئيس في استقطاب الجماعات الدينية للطالب في الجامعة". وأشار كريمة إلى أن "المناهج في التعليم الأزهري أصبحت مُكدَّسة نتيجة فرض كل مناهج التعليم في وزارة التربية والتعليم على طلاب المعاهد الأزهرية؛ الثانوية، والإعدادية، بجانب المواد الدينية الخاصة بالأزهر". واستطرد كريمة، "بل تطور الموقف لاختصار المناهج الدينية بشكل أَخلَّ بمضمونها للمحافظة على المناهج الثقافية والعلمية التي تُطبَّق من قِبل وزارة التربية والتعليم"، مطالبًا بـ"تفريغ مناهج الأزهر ما قبل التعليم الجامعي من أي تدخلات ثقافية وعلمية، وتركيزها فقط على العلوم الدينية". وأوضح فضيلته، أن "الطالب ينجذب لبعض الدعاة من جماعة "الإخوان"، ومن السلفيين؛ لضعف مناهج الدين التي يدرسونها، ويكونون أرضًا خصبة للسير في التيار المتشدد، وإذا تلقى تعليمات وتوجيهات دينية خاطئة في هذه السن الصغيرة، فإنه يغلق عقله عليها، ويرفض المناقشة بشكل قطعي فيما بعد، ويسير في ركب تلك الجماعات البعيدة عن منهج الأزهر المرتبط بوسطية الدين الإسلامي". وأكد الدكتور أحمد كريمة، أن "المعاهد الأزهرية من المفروض أن تُخرج أصحاب رسالة في الدعوة إلى الدين الحنيف بين الجمهور المسلم، والتعريف به، والرد على كل الأسئلة الشرعية والفقهية التي يطرحها الجمهور، وليس ليمتهن مهنة الدعوة بحفظ مقررات وترديدها؛ لأن الدَّين رسالة، وليست مهنة، يؤخذ عليها أجر شهري"، مؤكدًا أن "حماس الشباب يجب أن تجد التوجيه الصحيح". وطالب المسؤولين بـ"مراجعة المناهج التي لا تمت بصحيح الدِّين، وتعتبر قشرة واهية، ولا تصلح لإعداد طالب جيد متعمق في فهم دينه"، مشيرًا إلى أن "نشاط جماعة "الإخوان" والسلفيين، في تقديم كتب دينية ومذكرات للدراسة لطلاب المعاهد الأزهرية منذ أكثر من عشرين عامًا، وغض النظر عن هذا النشاط من المسؤولين، هو ما يفسر رضائه بتدخل تلك الجماعات فيما يدرس في تلك المعاهد، وأدى إلى تحريف الفكر". وشدَّد على "ضرورة تعيين المسؤولين على أساس الكفاءة، والبعد عن التعيينات العشوائية المرتكزة على الثقة، والتي أدت إلى عدم كفاءة الأداء، أو القدرة على حل المشاكل"، موضحًا أن "إدارة الأزمات يجب أن تكون من خلال إدارة متخصصة، ومنها ما يحدث حاليًا في الجامعات المصرية، ولاسيما جامعة الأزهر".