أبوظبي – صوت الإمارات
قد تكون بمثابة صدمة لكثير منا أن إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، المعروفة باسم "اليونسكو"، تشير إلى أنه على الرغم من الخطوات الكبيرة التي تحققت في السنوات الأخيرة، إلا أنه لايزال هناك قرابة الـ757 مليوناً من البالغين في سن الـ15 سنة وما فوق، في العالم، لا يستطيعون قراءة أو كتابة جملة بسيطة، وتشكل الإناث نحو ثلثي العدد.
وتشارك مؤسسة "دبي العطاء" في حماية حق الأطفال في الحصول على التعليم، فضلاً عن تعزيز المساواة بين الجنسين.
وتعتبر القدرة على القراءة والكتابة حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، وأمرا ضروريا لتآلف المجتمعات وتثقيف الناس حول الماضي، ورفع مستويات الرخاء.
ويصادف هذا العام الذكرى الـ50 لليوم العالمي لمحو الأمية، تحت شعار "قراءة الماضي، صياغة المستقبل".
ويحتفي هذا الحدث السنوي ويكرّم جهود المشاركة الوطنية والدولية، والتقدم المحرز لزيادة معدلات معرفة القراءة والكتابة والحساب في جميع أنحاء العالم، كما يتناول التحديات الراهنة، ويتطلع إلى حلول مبتكرة لزيادة تعزيز محو الأمية في المستقبل.
هنا، في دولة الإمارات العربية المتحدة، نحن محظوظون بأن قادتنا لديهم حكمة عظيمة في تشجيع المواطنين بقوة حتى يكون لديهم القدرة على القراءة. في الواقع، من المعروف أن دولة الإمارات لديها أدنى معدلات الأمية في العالم العربي، حيث تشير الأرقام الصادرة، أخيراً، إلى أن معدلها يقل عن 1%. ويمثل ذلك إنجازاً رائعاً لم يكن ليتحقق لولا الاهتمام المطلق بالتعليم من قبل قادة الدولة.
ومن الأمثلة الرائعة على الاهتمام الكبير لقادتنا بموضوع محو الأمية، إعلان حكومتنا الأخير بأن عام 2016 هو عام القراءة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أصدر توجيهاته المباشرة لإنشاء لجنة عليا للإدارة والإشراف على الجهود المبذولة في عام القراءة.
من أجل تحقيق أهداف اليوم العالمي لمحو الأمية، يعمل العديد من المؤسسات التعليمية والإنسانية في الإمارات بلا كلل لخفض معدل الأمية من خلال تطوير مهارات القراءة والكتابة في جميع أنحاء المنطقة والعالم، وتعتبر "دبي العطاء" إحدى هذه المؤسسات النشطة.
لقد ساعدنا الأطفال في سن المدرسة في ما لا يقل عن 41 بلداً نامياً في مختلف أنحاء العالم، وأسهمنا في بناء وترميم أكثر من 2100 فصل دراسي ومدرسة. فضلاً عن ذلك، ساعدت "دبي العطاء" على علاج أكثر من مليونين و750 ألف طفل من الديدان المعوية. وقدمنا برامج تدريبية لأكثر من 42 ألف معلم.
ووفقاً لتقرير اليونسكو الذي نشر في عام 2011، أحرزت معظم الدول العربية تقدماً في مجال توفير التعليم على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، فإن جودة التعليم لاتزال ضعيفة، حيث لايزال العديد من الأطفال يتركون مقاعدهم الدراسية قبل الأوان، ولاتزال معدلات الأمية مرتفعة نسبياً، والسبب في ذلك هو الاضطرابات وانعدام الاستقرار السياسي.
لايزال نحو ستة ملايين طفل في سن التعليم الأساسي في العالم العربي خارج المدرسة، غالبيتهم من الفتيات.
الأثر التراكمي الذي تركته الكوارث على مستويات معرفة القراءة والكتابة والحساب للشعب السوري ينبغي ألا يُستهان به. ولكن، ثمة جهود مبذولة للمساعدة في هذا الصدد. وعلى سبيل المثال، قدمت "دبي العطاء" مدخلات تعليم لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، وسيتم التبرع بأكثر من نصف الكتب التي جمعت خلال حملة "أمة تقرأ"، إلى اللاجئين السوريين.
وقد شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة انخفاضاً كبيراً في معدلات الالتحاق بالمدارس الابتدائية. وكجزء من مبادرة المؤسسة "أعد بناء فلسطين.. ابدأ بالتعليم"، قدمنا مستلزمات ضرورية للأطفال من المواد التعليمية والبرامج الاجتماعية، فضلاً عن بناء المدارس ودعم قدرات أعضاء هيئة التدريس.
معرفة القراءة والكتابة والحساب أمر فعّال للغاية في تمكين الأفراد والمجتمعات. فمن دون هذه المعرفة، ستصبح الشبكة العنكبوتية العالمية، على سبيل المثال دون أهمية، وحتى أمر بسيط مثل إرسال رسالة نصية سيكون مستحيلاً.
الهدف من تنظيم اليوم العالمي لمحو الأمية يتمثل بتحقيق قدرات القراءة والكتابة والحساب لدى الشباب ونسبة كبيرة من البالغين. وبتضافر الجهود يمكننا تحقيق ذلك، لجعل العالم مكاناً أفضل.