أحمد راشد السويدي

احتفل المركز القطري للتدريب الإداري والثقافي في كوسوفا التابع لمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" مؤخرا بتخريج ما يزيد على 4 آلاف طالبة وسيدة من دوراته التربوية والإدارية والثقافية التي تم تنظيمها خلال العام التدريبي الحالي.

ويأتي تخريج هؤلاء الطالبات والسيدات تفعيلا لجهود مؤسسة "راف" في منطقة البلقان، ومشاريعها النوعية المتعددة في هذه المنطقة، التي تهتم بأمور المسلمين هناك من حيث الرعاية الثقافية التربوية، والإغاثية المتنوعة، هذا بالإضافة إلى مشاريع رعاية الأيتام وكفالة الأسر المتعففة.

وحول مشروع المركز، يقول المهندس أحمد راشد السويدي مدير إدارة البرامج والمشاريع الدولية في راف إن هذا المركز يقوم بدور مهم في رعاية المرأة الكوسوفية سواء كن طالبات جامعة أو غيرهن، مشيرا إلى أن هذه البقعة من بلاد الإسلام ذات ثقافة اجتماعية أوروبية تهتم بالتعليم النوعي لكنها تحمل كثيرا من الآفات والأمراض الاجتماعية نتيجة الحقبة الماضية من التاريخ الكوسوفي.

وأوضح السويدي أن هذا المشروع يتكلف سنويا ما يقارب 230 الف ريال، نظرا لتعدد نشاطاته وتنوعها، وأن له أثرا طيبا في المجتمع الكوسوفي، حيث تخرجت منه فتيات مسلمات يحملن الصورة الصحيحة للإسلام ويعملن في كافة القطاعات الحكومية والخدمية، منهن الطبيبات والمدرسات والموظفات في كافة القطاعات، مما أعطى صورة رائعة للإسلام خاصة وأن معظم أهل هذه البلاد لم تصل لهم حقائق الإسلام واضحة نقية، وينتشر بينهم الخرفات والمذاهب الهدامة بالإضافة لمخاطر التبشير التي تكتنف هذا المجتمع المسلم.

وأضاف أن المركز يقوم بالإضافة لدوره التعليمي والتربوي بدور خدمي، من رعاية للأسر الفقيرة في نفس نطاق المركز وتوزيع سلال غذائية على الأسر الفقيرة والمتعففة وزيارات ميدانية متنوعة للمرضى واليتامى، هذا بالإضافة للأنشطة الطلابية الفاعلة في المخيمات الصيفية.

وكشف السويدي عن أن هناك حزمة من المشروعات القائمة بالفعل ذات الأثر الكبير في هذه المنطقة الهامة من بلاد الإسلام، تحتاج للدعم الدائم حتى تستمر في مسيرتها للعطاء ويستمر نفعها، وأن المؤسسة تفتح الباب للتمويل الوقفي والمالي والعيني لأهل الخير والإحسان من قطر العطاء، وأن مثل هذه المساهمات تدخل في العلم النافع والصدقة الجارية ، فمثل هذه المشروعات الغير تقليدية نفعها كبير وأثرها واضح، من ظهور شعائر الإسلام وحماية النشء المسلم –وخاصة الفتيات المسلمات- في هذه البلاد.

ودعا السويدي أصحاب الأيادي البيضاء إلى دعم الميزانية التشغيلية للمركز، مشيدا بالمحسنين القطريين الكرام الذين تولوا دعم المركز خلال السنوات الأربع الماضية الأمر الذي ساهم في تأهيل وتدريب ما يزيد على 16 ألف طالبة وسيدة في العديد من المجالات الإدارية والثقافية والتربوية، مؤكدا حرص راف على فتح أبواب الخير أمام المحسنين القطريين للمساهمة في المشاريع التي تعود بالفائدة على المجتمعات الإسلامية على مستوى العالم.