الجامعة الإسلامية

انتقد عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية مصطلح "التطوع اللغوي"، كونه مصطلحا يمكن أن يستغل للتطفل على اللغة، معتبرين أن اللغة فن وعلم، ولها أهلها المتخصصون فيها ولم تعد بحاجة لمتطوعين يعرفون بها. وذكروا أن التطوع اللغوي بدأ في صدر الإسلام عندما كثر المنتسبون للدين الإسلامي من غير العرب الذين يحتاجون لكثرتهم  لمتطوعين ينشرون اللغة العربية فيهم، أما اليوم فلم تعد اللغة بحاجة لمتطوعين يتطفلون على اللغة بهذا المسمى، لكن أحدهم اقترح بديلا لهذا المصطلح وهو" الاحتساب اللغوي".

وجاء ذلك في الندوة التي عقدتها كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نهاية الأسبوع الماضي بعنوان: (التطوع اللغوي) شارك فيها كل من الدكتور عبدالله البريدي والدكتور إبراهيم الدغيري من جامعة القصيم والدكتور عبدالعزيز الصاعدي من كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية.

وتحدث الدكتور البريدي في بداية الندوة عن كتابه "التطوع اللغوي"، حيث قال: الكتاب يندرج تحت مسار المباحث اللغوية مفصلا الحديث حول تحرير الكتاب ومنهجيته من ناحية تحديد الكتاب وأنه ينتمي إلى طبيعة الكتب المحررة ووضع الضوابط والمعايير ووضع المحاور من الناحية المفاهيمية والتطبيقية ووضع العناوين واقتراح المشاركين ومعالجة الموضوعات لضمان عدم التكرار ثم تحريره وخروجه للنور.

و تطرق الدكتور الدغيري إلى مفهوم التطوع اللغوي، ذاكرا أنه مصطلح منحوت جديد وهو إرادة ومهارة تترجم إلى مبادرات وجهود فردية وجماعية متقنة تسهم في تقديم خدمة ملائمة للغة العربية ومعالجة تحدياتها واستغلال فرصها دون توقع منفعة مادية، ثم تطرق إلى التطوع اللغوي في مجالاته وأنواعه والتجارب العربية في مجال التطوع اللغوي والتجارب الدولية، ثم المجالات التطبيقية والاتجاهات حيال هذا الموضوع.

في المقابل قدم المحاضر الثالث في الندوة الدكتور الصاعدي رؤية حيال فكرة الكتاب وقال: إنها فكرة "صلبة"، ذلك أن الدرس اللغوي قام قديما على غير العرب من الموالي الذين أسلموا لخدمة اللغة، فمنشؤه تطوعي ذو نزعة تعبدية، كما نقد المصطلح بإسقاط لفظة التطفل اللغوي على التطوع اللغوي، فاللغة فن له أهله. واقترح مصطلح" الاحتساب اللغوي"، بدلا عن "التطوع".