خلال تكريم إحدى المدارس

إحتفلت المؤسسة القطرية لرعاية المسنين "إحسان" بمسرح الدراما بالحي الثقافي "كتارا" بالمدارس الفائزة بالنسخة الثانية من مسابقتها للبحث العلمي والمتعلقة بقضايا المسنين، والتي أطلقتها في العام السابق، وقُدِمَ فيها "41" بحثاً، إشترك فيها "120" طالباً وطالبة يمثلون "40" مدرسة مستقلة من مختلف مدن ومناطق دولة قطر، تناولوا فيها مجموعة من القضايا ذات الصلة بكبار السن من رعاية وحسن معاملة وتقدير لهم، وأبرزت البحوث دور المجتمع في رعاية كبار السن ودمجهم مع كامل فئاته، وتغيير النظرة النمطية لكبار السن.

كما دشنت "إحسان" خلال الحفل المجلد الأول للأبحاث الفائزة بمسابقة البحث العلمي بنسختها الأولى، وشمل المجلد الأبحاث العشر الفائزة بالعام الماضي "2012م ـ 2013م"، والذي أصدرته المؤسسة في طبعة فاخرة في "392" صفحة بحجم (A4)، وفازت بالمركز الأول بالنسخة الثانية من مسابقة إحسان للبحث العلمي "مستوى المرحلة الثانوية" مدرسة أم حكيم الثانوية المستقلة للبنات، عبر بحثها "دور التكنولوجيا في تحسين حياة المسن في قطر".

فيما فازت بالمركز الأول "للمرحلة الإعدادية" مدرسة أم معبد الإعدادية المستقلة للبنات" عبر بحثها "25 فكرة لإعادة دمج المسنين في المجتمع القطري"، فيما إحتلت المرتبة الثانية في المسابقة مدرستي "الغويرية المشتركة المستقلة الثانوية للبنات"، و"عمر بن الخطاب الإعدادية المستقلة للبنين"، وتلتهما بالمركز الثالث مدرستي " الشمال الثانوية المستقلة للبنين"، و"موزة بنت محمد الإعدادية المستقلة للبنات"، وكرمت المؤسسة بجانب المدارس العشرون الفائزة، أعضاء لجنة تحكيم المسابقة، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، التي إستضافت حفل التكريم وإعلان الفائزين للمرة الثانية على التوالي، كما كرمت المؤسسة في الحفل السيد سلمان عبدالله عبدالغني، لدعمه للمسابقة.

ورحب السيد خالد عبدالله حسين -مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بإحسان-، في كلمة ألقاها بلإنابة عن المدير العام للمؤسسة، بالحضور مبدياً سعادته بإحتفال إحسان بتكريم عدد من المدارس المتميزة وكوكبة من الطلاب المبدعين في مجال البحث العلمي، مؤكداً على تسخير حكومة البلاد الرشيدة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لكل الإمكانيات المتاحة لتوفير الرعاية الشاملة لكبار السن بما يكفل لهم حياة آمنة وكريمة، وقال إن ذلك يأتي إنطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية، وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تكرم الإنسان وتحث على رعايته في مختلف مراحل حياته خاصةً عندما يتقدم به السن، وأنه يأتي كذلك تقديراً وعرفاناً بالدور الذي قام به كبار السن خلال فترة عملهم وعطائهم.

وأكد خالد عبدالله أن المؤسسة نظمت مسابقة البحث العلمي، لطلبة المرحلتين الثانوية والإعدادية، انطلاقاً من توجهات الدولة وإهتمامها بالبحث العلمي، وتحفيزاً للشباب لإستغلال إبداعاته ومهاراته لتقديم كل ماهو جميل ومميز لآبائنا وأُمهاتنا حتى يلمسوا منهم التقدير والوفاء الذي يستحقونه، وقال إن المسابقة تهدف لنشر الوعي وتسليط الضوء للأجيال القادمة على الاهتمام بالقضايا المتعلقة بكبار السن، والتأكيد على أهميتهم في التواصل الثقافي والإنساني، والاستفادة من خبراتهم في مختلف المجالات من خلال البحث العلمي.

من جهتها أكدت السيدة مريم الأنصاري –مدير إدارة البحوث والتطوير بإحسان-، أن المسابقة طُرحت على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في المدارس المستقلة لمناقشة قضايا المسنين بشكل مجتمعي، وأنها إستهدفت الشباب بإعتبارهم نواة المجتمع، كما أكدت على أنها هدفت لدمج كبار السن بالمجتمع لاسيما مع الشباب من الطلاب، كما أن المسابقة ركزت على قضايا تهم كبار السن، والتعريف بمشاكلهم وإحتياجاتهم، وأشارت إلى أنَّ المؤسسة تهدف من خلال المسابقة إلى توجيه طاقات الطلاب والطالبات بإتجاه خدمة المجتمع وإيجاد الحلول للقضايا التي تهم كافة فئآته لاسيما فئة كبار السن، الذين إعتبرتهم الأنصاري عماد المجتمع وركيزته التي يرتكز عليها.

وأكدت الأنصاري على الإهتمام الكبير الذي توليه المدارس المستقلة بالبلاد للبحث العلمي، والذي يعتبر سلاحاً أكثر فعالية في نهضة الأمم والشعوب اليوم، وأضافت أن المؤسسة هدفت لإثراء البحوث العلمية المتعلقة بفئة كبار السن بالبلاد، مؤكدةً إستفادت مؤسسة "إحسان" من البحوث المقدمة والعمل بالنتائج الممكن تحقيقها فيما يتعلق بتجويد الأداء والخدمات التي تقدمها المؤسسة لكبار السن بدولة قطر، مشيرة إلى أن المسابقة تمحورت في تنمية إدراك الطلبة في كيفية التعامل مع المسنين، والتأكيد على أهمية التماسك الأُسري في ظل المتغيرات التي يمر بها المجتمع والتأكيد على دور الأُسرة في إعانة المسنين وتسليط الضوء على التكيف الإجتماعي في ظل المتغيرات المعاصرة، بالإضافة الى تغييّر النظرة للمؤسسة من كونها دار إيواء الى مؤسسة تقدم خدمات إجتماعية وصحية ونفسية وتثقيفية لكبار السن، وأعلنت الأنصاري عن إنطلاقة النسخة الثالثة من المسابقة "2014م ـ 2015م" في الفترة المقبلة.

وعبر عدد من مسؤولي المدارس والمعلمين وأولياء أمور وآباء الطلاب والطالبات الفائزين بالمسابقة عن سعادتهم بالفوز، وأبدت الطالبات "شذى ضياء، سارة حسام ولينا أيمن"، من مدرسة أم حكيم الثانوية المستقلة للبنات واللائي فزن بالمرتبة الأولى، عبر بحثهن "دور التكنولوجيا في تحسين حياة المسن في قطر"، سعادتهن بالفوز مؤكدات أن ذلك يُعد مصدر إفتخار لهن ولمدرستهن وآبائهن وأُمهاتهن، فيما كشفن عن تناولهن بالبحث لدور التكنولوجيا في رعاية وتحسين حياة كبار السن، وخاصة المرضى منهم بالمستشفيات أو المقعدين، أو كبار السن بالمستشفيات والمنازل ودور الرعاية، وركزّنَ جهودهن في البحث على كيفية إستغلال التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لكل ماهو مفيد لكبار السن بدولة قطر.

وقدمت "إحسان" جوائز مالية قيمة للمدارس الفائزة بالمراكز الخمس الأولى للمرحلتين بجانب درع تكريمي وشهادات تقديرية للمشاركين بالأبحاث من طلاب ومشرفين، فيما تلقت المدارس الفائزة بالمراكز من السادس وحتى العاشر بالمرحلتين لدرع وشهادات تكريمية، فيما وزعت المؤسسة نسخاً من مجلد الأبحاث الفائزة في العام الماضي على عدد كبير من الجمهور المُشارك بالإحتفال.