أبوظبي - صوت الإمارات
أطلق مجلس أبوظبي للتعليم "برنامج الدعم المدرسي" لدعم الطلبة وتعزيز مستوى تحصيلهم بعد ساعات اليوم الدراسي في 31 مدرسة من مدارس الحلقتين الثانية والثالثة في إمارة أبوظبي، وذلك سعيا نحو الارتقاء بمستوى الأداء العام لطلبة المدارس الحكومية، حيث ستتاح من خلال هذا البرنامج الفرصة للطلبة من الصف الثامن وحتى الصف الثاني عشر لقضاء عدد إضافي من الساعات التعليمية في دراسة عدد من المواد الرئيسة مثل اللغة العربية والأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والعلوم، وذلك اعتبارا من بداية الفصل الدراسي الثالث.
اختار المختصون المعلمين المشاركين في هذا البرنامج ممن حققوا نسبة تزيد على 91% في عمليات التقييم التي خضعوا لها، إذ يؤدي المعلمون دورا بارزا وحيويا في التأثير على أجيال المستقبل، وسيساعدون كل طالب على حدة في تحقيق التقدم الدراسي المأمول، وستوفر هذه المبادرة الدعم الإضافي اللازم لتنمية المهارات الدراسية لدى الطلبة، وتمنحهم فرصا متنوعة للتطور والتعلم.
وقرر المجلس إطلاق هذا البرنامج في 31 مدرسة من مدارس الحلقتين الدراسيتين الثانية والثالثة بعد نجاحه في تطبيق هذا المشروع الرائد لمدة خمسة أسابيع في مدرستين خلال شهر مايو من العام الدراسي الماضي، حيث حققت الدورة الماضية من البرنامج نتائج إيجابية أظهرت أن الدرجات العلمية للطلبة الذين تلقوا دعما إضافيا في اللغة الإنجليزية قد تحسنت بنسبة 8% وبنسبة 5% في مادة الرياضيات، وعند سؤال الطلبة عن انطباعاتهم في شأن هذا البرنامج، أعرب 79% منهم عن أن تلك الساعات الدراسية ساعدتهم على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل، بينما أبدى 74% منهم رغبته في الالتحاق بالبرنامج في العام الدراسي القادم في حال تكراره.
ويأتي حرص المجلس على التوسع في تطبيق هذا البرنامج في عدد من المدارس بعد رصد التحسن الفوري في مستويات أداء الطلبة، حيث يتمثل الهدف الرئيس في الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية عن طريق منح الطلبة أفضل مساعدة ممكنة على الصعيد المدرسي، ودعمهم لتحسين الأداء العام لهم بشكل عام ولكل طالب على حدة. الجدير بالذكر أن الدراسات الدولية تشير إلى أن البرامج بعد الساعات المدرسية لا تساعد في تحسين الإنجاز الدراسي للطلبة فحسب، بل تدعم أيضا تطورهم اجتماعيا، وتعزز علاقاتهم مع أقرانهم ومن حولهم، كما تدعم أيضا سعيهم نحو وضع وتحقيق الأهداف الإيجابية، إذ إن تزويد الطلبة ببدائل إيجابية وصحية مثل هذا البديل يساعد في الحد من نهجهم للسلوكيات السلبية.
وانتقى المختصون المواد الدراسية الرئيسة التي تغطيها ساعات الدراسة بعناية في محاولة لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية، والمتمثلة في مواد الرياضيات والعلوم واللغات، التي تعتبر مواد معرفية أساسية تساهم في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والتواصل والتعاون، وهكذا ستتركز الخطط المستقبلية على توسيع دائرة المواد المقدمة وفقا لآراء الطلبة، بالإضافة إلى التوسع في تطبيق البرنامج، بحيث يشمل طلبة من الحلقة الأولى وزيادة صفوف من الحلقة الثانية.