مانيلا - وام
افتتحت مؤسسة دبي العطاء بشكل رسمي في الفلبين برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للفتيات المراهقات" الذي بدأته المؤسسة عام 2013 بالشراكة مع مؤسسة /بلان انترناشونال/ بهدف تخطي التقاليد المتعلقة بالتفرقة بين الجنسين وتمكين الفتيات من تحقيق نجاح شخصي ومهني يضاهي نجاح الذكور.
جاء ذلك خلال الزيارة التي تزامنت مع اليوم العالمي الثالث للفتاة -11 أكتوبر- ويقوم بها حاليا السيد طارق القرق الرئيس التنفيذي للمؤسسة والوفد المرافق له وذلك بهدف إتمام رصد المدارس الابتدائية والثانوية ومراكز التعليم البديل في منطقتي ميلاجروس وبالاناس بمحافظة ماسباتي وتقييم مدى فاعلية البرنامج.
ونوه القرق بأهمية المساواة بين الجنسين مؤكدا ان بلوغ التطور الأمثل في أي بلد يحتم عليها تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين واعتباره أحد أولويات التطوير على الصعيد الوطني وليس مجرد مثال أعلى.
واضاف ان العالم يشهد اليوم تفاوتا كبيرا في نسب مشاركة البنين والبنات في الجوانب التعليمية والاقتصادية الأمر الذي ينعكس سلبا على تطور وإنتاجية المجتمع إذ أنه يعيق تقدم شريحة لا يستهان بها من السكان.
ولفت الى ان الهدف من برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" في الفلبين هو إتاحة الفرص أمام الفتيات لاكتساب مهارات واسعة وتوفير الموارد التي تمد لهن يد العون لانتقاء الخيارات المناسبة لهن في الحياة وكسب المزيد من موارد العيش.
وشدد على ان البرنامج سوف يسهم بالتعاون مع الجهود المتواصلة التي تبذلها مؤسسة بلان انترناشيونال الشريك التنفيذي لدبي العطاء في الفلبين في إحداث تغيير جذري في ثروات البلاد ودعم الطاقات والفرص لبلوغ التطور المنشود.
وقال ان نهج دبي العطاء يتركز حول الرصد والتقييم والتعلم كما تسعى من خلال تصميم ودعم البرامج التحفيزية المبتكرة إلى اختبار النماذج والفرضيات البديلة التي تعزز الآثار الإيجابية للبرامج وتساهم في تطوير أفضل الممارسات العالمية القائمة على الأدلة.
وتابع ان المؤسسة تعتمد آلية الرصد والتقييم ليس بهدف متابعة سير تطور برامجها فحسب بل بوصفها جزءا رئيسيا من جهودها الرامية إلى قياس فاعلية كل برنامج مشيرا الى ان هذه الآلية تساعد في تفهم القوى الاقتصادية والاجتماعية التي تنشط في المجتمعات المستفيدة من برامج المؤسسة.
واكد انه تم إتمام النصف الأول من المهمة خلال هذه الزيارة وان الوفد سيقوم بزيارة المدارس على مدى الأيام الثلاثة المقبلة من أجل تقييم التقدم الذي أحرزه البرنامج. واعرب عن ثقته بأن "البرنامج يسري في الإتجاه الصحيح لتحقيق نجاح باهر. وذلك بناء على عدة إجتماعات مع الجهات الحكومية المحلية والشريك التنفيذي.
**********----------********** وكانت دبي العطاء كشفت عن برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" في العام 2013 في اقليمي ماسباتي وسمر الشمالية اللتين تعتبران من أكثر المناطق فقرا في الفلبين.
ووصف أرمين لويسترو أمين عام دائرة التربية والتعليم في الفلبين البرنامج قائلا " يدعم برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" جهود دائرة التربية والتعليم اتجاه تحقيق "التعليم للجميع" بحلول عام 2015.. و يجب أن نعمل سويا لرفع الحواجز التي تمنع الأطفال من إكمال التعليم الأساسي ويشمل هذا معالجة الأعراف والسلوكيات المتعلقة بالجنسين والتي تمنع كل من البنات والبنين من الإلتحاق والبقاء في المدرسة بما في ذلك عمالة الأطفال وحمل المراهقات".
من جانبها قالت كارين فان دير هور الرئيس المحلي لمؤسسة بلان انترناشونال في الفلبين ان برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" يدعم 32 مجتمعا محليا في ماسباتي وسمر الشمالية من خلال منح الطلاب المعرضين لخطر التسرب من المدارس المساعدة المناسبة لتمكينهم من مواصلة حضورهم المدرسة.
وأضافت ان البرنامج يهدف إلى تطوير نظام التعليم البديل الذي يرعى الأطفال والشباب ممن هم خارج المدرسة ويمدهم بالدعم والمواد اللازمة.
ويحظى مدراء التعليم في نظام التعليم البديل بفرصة للتدريب على بناء القدرات بهدف تسهيل جودة التعليم المقدم.
وبالإضافة إلى الدعم المقدم في التعليم يسعى برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" إلى تدريب المراهقين من البنين والبنات لمحو الأمية المالية والتعرف على مبادئ تعليم النظراء لنشر الثقافة الجنسية وصحة الإنجاب والحقوق الخاصة بالمراهقين.
وتقدمت فان دير هور بخالص الشكر والامتنان إلى دبي العطاء التي تقدم الدعم من خلال برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" الذي يعود إليه الفضل في متابعة المزيد من الأطفال والمراهقين - وخاصة الفتيات - تعليمهم في المدرسة.
وقالت نثق أن شراكتنا مع دبي العطاء تسهم بكل تأكيد في منح البنين والبنات حياة أفضل من خلال توفير المزيد من فرص التعليم المرتبطة بالحياة والاستثمارات في المجالات الاجتماعية والشخصية والمالية أيضا.
ورغم ان جميع البيانات التعليمية الرئيسية تبرز تفوق الفتيات فان الآراء والممارسات القائمة على التفرقة بين الجنسين لاتزال تشكل تحديا مستمرا يعترض تطور الفتيات اللاتي يتوقع منهن التخلي عن التعلم لأداء الواجبات المنزلية والقيام بدور الرعاية وكذلك المساهمة في توفير الدخل للعائلة في عمر مبكر.
**********----------********** وتتضاءل فرص الفتيات في تطوير طاقاتهن الكامنة وهزيمة أثار الفقر عبر عدد من القضايا مثل الزواج المبكر والحمل والعنف الجنسي أثناء المرحلة التعليمية حيث تعد الفتيات أكثر عرضة لممارسات الاعتداء الجنسي والاستغلال والعنف في المنزل وفي المدرسة وفي حالات أخرى أيضا.
كما تواجه هؤلاء الفتيات التفرقة القائمة على الثقافة السائدة في المجتمع مثل حالات الزواج المخطط له مسبقا والزواج بالإكراه والزواج المبكر كما تعانين من التفرقة أثناء مرحلة التعليم والتدريب لاكتساب المهارات حيث لا يتم قبول المراهقات من الحوامل وكذلك الأمر بالنسبة للأمهات المراهقات غير المتزوجات.
وبينما تشهد نسبة الولادات تراجعا تدريجيا بين النساء من ذوات الفئة العمرية الأكبر تزداد هذه النسبة بين الفتيات بعمر 15-19 في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
ويساعد برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات" على معالجة هذه القضايا من خلال دعم الفتيات لإكمال مرحلة التعليم الأساسي وبناء شخصيتهن والعلاقات الاجتماعية التي تمكنهن من انتقاء أفضل الخيارات في الحياة مما ينعكس إيجابا على حياتهن وحياة عائلاتهن في المستقبل.
ومن خلال اتباع نهج يراعي جنس الأشخاص المستهدفين يعنى البرنامج بدعم أكثر من/ 14,700 /طفلا ومراهقا وراشدا ويتم الوصول إلى الأشخاص المستفيدين من البرنامج عبر مجموعة واسعة من النشاطات التي تركز على تطوير جودة التعليم وارتباطه بواقع الحياة وتوفير بيئات حاضنة وداعمة لتعليم وتنشئة البنين والبنات.
الجدير بالذكر أن قضية المساواة بين الجنسين تعتبر من أهم القضايا التي تستند إليها دبي العطاء في إطار برامجها التعليمية التي تهدف إلى توفير فرص تعليمية متساوية لكل من البنين والبنات وتعليم سليم وبيئات تعليمية آمنة مع المرافق اللازمة وكذلك المواد التعليمية والدعم الأكاديمي من معلمين مؤهلين بالأضافة الى إشراك المجتمع المحلي.
وتظهر الإحصائيات الصادرة مؤخرا أن الطفل المولود من قبل أم تقرأ يملك فرصة تقدر بنسبة 50 بالمائة أكثر للعيش بعد بلوغ عمر 5 سنوات وأن فتاة واحدة من أصل 5 فتيات تترك المدرسة قبل بلوغ مرحلة التعليم الثانوي.
كما أوضحت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أن فتاة واحدة من أصل 3 فتيات في البلدان النامية تتزوج بعمر الثامنة عشرة..و لا شك أن إزالة العقبات التي تحول دون تعليم الفتيات مثل الزواج المبكر والزواج بالإكراه والعنف المنزلي والعنف الجنسي والتفرقة بين الجنسين وكذلك نقص العناية الصحية والرسوم المدرسية لن تؤدي إلى توفير حياة أفضل للفتيات فحسب بل ستسهم أيضا في توفير حياة آمنة وصحية وعالما أكثر ازدهارا للجميع.. كما يسهم تعليم الفتيات في توفير العديد من المزايا إلى كامل المجتمع إذ أنه يساعد في زيادة الإنتاجية الاقتصادية وقد أوضحت الدراسات الحديثة أنه في بعض البلدان الاستثمار في تعليم الفتيات يزيد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.2 بالمائة.