دبي العطاء

انضمّ هذا الأسبوع وفد من «دبي العطاء»، برئاسة طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى مجموعة من ممثلي الأمم المتحدة والوكالات ذات الصلة في نيويورك، لمناقشة جدول أعمال تطوير التعليم لما بعد عام 2015، كجزء من أهداف التنمية المستدامة للسنوات ال 15 المقبلة. كما استضافت فعالية تحت عنوان «التعليم: حق أساسي، ليس ترفاً»، بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية، على هامش أسبوع انعقاد الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وخلال الحدث المشترك، انضمّ إلى طارق القرق ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، إلى جانب وزراء دول، وجهات تنموية مانحة، وممثلين عن القطاع الخاص، ما أثرى مشاركات سلطت الضوء على أهمية التعليم في مناطق الأزمات، حيث أعلن طارق القرق أن دبي العطاء سوف تتخذ دوراً ريادياً في التعليم في حالات الطوارئ، من أجل معالجة الحاجة الماسّة إلى توفير التعليم السليم للأطفال المتضررين من الأزمات. وتشير تقديرات تقريبية إلى أن هناك أكثر من 19.5 مليون لاجئ في العالم، يشكل الأطفال 50% منهم.

وكانت «دبي العطاء» أطلقت في وقت سابق عدداً من البرامج التعليمية استجابة لحالات الطوارئ في البلدان التي واجهت أزمات مثل فلسطين ولبنان وباكستان وهايتي.

وفي كلمته خلال الحدث، استعرض القرق، إهمال التعليم في البلدان التي تضررت من الحروب أو التي تعرضت لأزمات، قائلاً :«لقد اضطر أكثر من 37 مليون طفل مراهق لترك المدرسة جراء النزاعات وحالات الطوارئ. وهدفنا اليوم هو إثارة مسألة التعليم في حالات الطوارئ بشكل أقوى، من خلال البرامج القائمة على الأدلة التي لا تؤدي إلى ضمان الحصول على التعليم فحسب، بل توفر الفرصة للأطفال للتعلّم ومواجهة الصعوبات في البيئات غير المستقرة أيضاً. نحن بحاجة لإظهار قدر أكبر من الالتزام تجاه الأطفال وأولياء أمورهم الذين عبّروا عن حاجتهم للتعليم على الرغم من أوضاعهم غير المستقرة». وأكد أهمية إدراك واقع منطقة الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بحالات الطوارئ».

وعلى الرغم من تزايد عدد الأطفال الذين يعانون النزاعات، تشير الإحصاءات إلى أن 1% فقط من مجمل المساعدات الإنسانية تنفق على التعليم.

في سورية، تشير التوقعات إلى أنه مع نهاية عام 2013، تم تدمير 2.994 مدرسة وقُتل 200 معلم. وتحملت الأردن العبء الأكبر من اللاجئين في المراحل المبكرة من الأزمة، إذ استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري، وهو المخيم الذي شهد توسعاً سريعاً ليصبح خامس أكبر مدينة في الأردن. كما نزح أكثر من 450 ألف لاجئ إلى مدن أخرى في بلدان مجاورة. ومن بين هؤلاء اللاجئين، هنالك أكثر من 49% من الأطفال في سن الدراسة لا يحصلون على التعليم. والأسوأ من ذلك، تشير توقعات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 94% من الأطفال في حلب، سورية، أُرغموا على ترك المدارس.

وتعليقاً على هذا الحدث، قالت السفيرة لانا نسيبة، الممثلة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «في ظل الاتجاه المستمر لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الجهود الإنسانية حيثما دعت الحاجة، يلعب دائماً التعليم والتغذية دوراً محورياً في تحويل دولة هشة إلى بيئة مستقرة. ويجسّد التزام «دبي العطاء» بالنهوض بالتعليم العالمي والآن التزامها بالتعليم في حالات الطوارئ، رؤيتنا الموحدة، لتحقيق التنمية المستدامة لمساعدة الذين في أمسّ الحاجة».

وبدوره، قال ديفيد ميليباند: «إن تنفيذ الأهداف الإنمائية المستدامة يجب أن يعالج احتياجات الأشخاص الأكثر ضعفاً، بمن فيهم نصف أطفال العالم غير الملتحقين بالمدارس الذين يقيمون في البلدان المتأثرة بالنزاعات، والمعرضين لخطر التهميش.

وخلال الحدث، أعلن كريستوس ستايليانيدس، مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات التزامهم بزيادة الدعم المالي للتعليم في حالات الطوارئ من 1٪ إلى 4٪ خلال العامين المقبلين.