دمشق - صوت الامارات
أثمرت أشهر السهر الطويلة التي قضتها إحدى الطالبات السوريات، آﻻء، في الدراسة على ضوء القنديل، بعد ثلاثة أعوام على افتتاح مخيم "الزعتري" للاجئين، إذ حازت على أعلى درجة في الكلية التي تدرس فيها في الجامعة الأردنية المحلية قسم اللغة العربية حيث تتابع تعليمها.
واعتبرت المفوضية العليا للاجئين في تقرير لها أن نجاح آلاء و بهذه العلامات ملفت بشكلٍ خاص نظرًا للمصاعب التي واجهتها، إذ انتقلت آلاء مع عائلتها إلى المخيم في كانون الثاني/ يناير 2013 بعد أن تهدمت قريتهم في محافظة درعا السورية، ونظرًا إلى ظروفهم المعيشية الصعبة، غالبًا ما اضطرت للدراسة في الخارج في جوٍّ حارٍّ أصابها بالمرض، أو في ساعات الليل المتأخرة على ضوء مصباح يعمل بالطاقة الشمسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ويشرح مدير مخيم الزعتري التابع للمفوضية هوفيغ إيتيميزيان، أنَّ "آلاء مستعدة للتخلي عن منحتها لتتمكن شقيقتها من الدراسة، ولكننا أخبرناها أننا لا نريد ذلك. فهي ترغب في دراسة الطب ونحن ملتزمون بالبحث عن منحة لسندس وللعديد من الطلاب المستحقين مثلها".
وتلقي قصة آﻻء وشقيقتها الضوء على التغيّر المستمر في طبيعة التحديات التي يواجهها المقيمون في مخيم "الزعتري" والمنظمات الإنسانية التي تعمل هناك بعد ثلاثة أعوام على إنشاء المخيم في الصحراء الأردنية الشمالية لإيواء الفارين من عنف الحرب في سورية.
ذكاء آلاء الواضح وإصرارها الراسخ خولاها أن تكون واحدة من القلائل الذين سيتمكنون من السير بعكس التيار، لكن مع خطر تفويت جيل كامل من اللاجئين السوريين للدراسة الثانوية والتعليم العالي، تخشى نتائج ذلك على مستقبل بلادها.
وأكدت آلاء، أنَّ التعليم أساسي لبناء مجتمع قوي، فمن دونه لن يكون هناك أطباء أو معلمون أو مهندسون للمساعدة في إعادة بناء سورية، مضيفةً: مع استمرار الأزمة، لا أعرف إلى متى سيتمكن المجتمع الدولي من توفير الطعام والمأوى لهذا العدد الهائل من اللاجئين. ولكن إذا تمكنّا من الحصول على التعليم على الأقل، فلدينا فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإعالة أنفسنا.
وتدرس آلاء من خلال منحة برنامج مبادرة ألبرت اينشتاين (DAFI) التابع للمفوضية، والتي تغطي تكاليف دراستها وتسجيلها وتكاليف النقل والكتب والمواد الأخرى.