أبوظبي- سعيد المهيري
أوصى الخبراء المشاركون في المؤتمر "الثالث للتعلّم المؤسسي" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2014، مؤسسات القطاعين العام والخاص في المنطقة، بالتحوّل إلى مؤسسات متعلمة من خلال تطوير هياكل تنظيمية تساند عملية التعلم المؤسسي المستدام، وبما يدعم أنشطة الإبتكار والإبداع وتطوير إمكاناتها التنافسية ومساهمتها في إسعاد مجتمعاتها.
ودعا المشاركون في المؤتمر، الذي نظمته هيئة "الإمارات للهوية" تحت رعاية مستشار الأمن الوطني ورئيس مجلس إدارة الهيئة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، إلى إعداد مدربين متخصصين وكفاءات مواطنة في مجال التعلم المؤسسي التطبيقي، وإطلاق مبادرات وطنية ومشروعات لتشجيع القراءة والنشر باللغة العربية، وكذلك تشجيع الترجمة من وإلى اللغة العربية.
وحث الخبراء في ختام فعاليات المؤتمر، بالتركيز على تدريس طرق التعلم الرسمي وغير الرسمي في المؤسسات الخدمية، إلى جانب تشجيع قيادات الصفين الثاني والثالث في المؤسسات على تطوير قدراتهم القيادية والإدارية من خلال تمكينهم وتفويضهم الصلاحيات التي تؤهلهم للقيام بمهامهم وتطبيق أفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم على الصعيد المؤسسي.
وأكد الخبراء، ضرورة الاهتمام بتشجيع البحوث العلمية التطبيقية في مجالات التعلم المؤسسي، ورصد الميزانيات اللازمة لذلك، والاستفادة من تجارب دول آسيا مثل اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية في مجال التعلم المؤسسي، إلى جانب تكثيف الجهود للتغلب على الصعوبات التي يمكن أن تواجه المؤسسات أثناء تطبيق مفهوم التعلم المؤسسي.
ودعا المشاركون، المؤسسات إلى تسخير الإمكانات والوسائل التكنولوجية لدعم تطبيق مفهوم التعلم المؤسسي، وإلى ضرورة تطبيق أساسيات منهجية لإدارة التغيير عند تطبيق هذا المفهوم، وتعزيز هذا النهج في بناء القدرات الفردية لرأس مال المؤسسات البشري، وتحقيق الإبتكار والإبداع والتطور النوعي في مجالات عملها وصولًا إلى التميز.
ورفع المشاركون، في المؤتمر، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادة وشعب الإمارات بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين، معربين عن شكرهم وتقديرهم للإمارات على الاستضافة والتنظيم المتميزين للمؤتمر، وعلى ما لمسوه من كرم الضيافة والتسهيلات التي تمّ توفيرها لإنجاحه وتمكينه من تحقيق الأهداف التي عقد من أجلها.
وناقش المؤتمر، خلال يومه الثاني 14 ورقة عمل على مدار 3 جلسات، عقدت الأولى تحت عنوان "التغلب على التحديات المرتبطة بالتعلّم" وقدّمت الورقة الأولى رئيسة قسم الإعلام في جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية الدكتورة سوزان القليني، وعنوانها "الاتصال المؤسسي". في حين قدّمت رئيسة مركز تنمية القيادات النسائية في معهد الإدارة العامة في المملكة العربية السعودية الدكتورة إيمان أبو خضير الورقة الثانية وعنوانها "التعلم التطبيقي.. التجارب الدولية والدروس المستفادة".
وحملت الورقة الثالثة عنوان "الدروس المستفادة من التاريخ" وقدّمها أستاذ علم الآثار المصرية الدكتور وسيم السيسي.
وناقش رئيس المؤسسة "الدولية للتعلم التطبيقي" جون هيوود، في ورقته التي قدّمها خلال الجلسة آليات تعزيز التعلم في المؤسسات.
واستعرضت العضو المنتدب في أكاديمية الإبتكار الأوروبي في ألمانيا الدكتورة إيفا دايدرتشز في ورقتها أفضل الممارسات الدولية في مجال تطوير قدرات إدارة الإبتكار لتعزيز النمو المستدام في القطاعين العام والخاص، تلاها مدير العمليات في "المستثمرون في الموارد البشرية" الدكتور دايفيد دايل الذي قدّم الورقة السادسة في الجلسة الأولى وعنوانها "المستثمرون في الموارد البشرية.. التعلّم من الأفضل".
وعُقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "دور التكنولوجيا في التعلّم المؤسسي"، حيث قدّمت الورقة الأولى فيها نائب رئيس مجلس إدارة "المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا" الدكتورة غادة عامر، التي استعرضت دور المؤسسة في دعم الإبتكار وريادة الأعمال في المنطقة العربية.
وتناول الرئيس التنفيذي للمعهد "البريطاني للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية"، محمد فارمر، في ورقته موضوع "تواصل الجيل الجديد من المتعلمين في تسريع فهمهم وتحويله إلى واقع عملي من خلال التعاون المشترك بين الأوساط الأكاديمية ومؤسسات الأعمال".
وقدّم مدير مركز التعلّم الدولي في اسكتلندا ريكي كوجاوا، نبذة حول نهج التعلّم المؤسسي في بلاده، وناقش الرئيس التنفيذي لـ"فولكوم للاستشارات" الدكتور بيتر ويس، الطرق التي يمكن من خلالها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الذكية تعزيز التعلّم المؤسسي.
وحملت الجلسة الثالثة والأخيرة عنوان "أوراق العمل المحكّمة"، وقدّم كل من سهى رضوان وملحم محمد الورقة الأولى فيها بعنوان "إدارة المعرفة نحو تواصل العقول.. مفهوم مقترح لإكسبو 2020"، تلتها "قصة نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في نظام التعليم في باكستان" التي قدمتها مديحة رياض من جامعة "ساسينس" في ماليزيا، بينما قدّم أولياند سولا من قسم ريادة الأعمال في كلية "إستونيا للأعمال"، الورقة الثالثة في الجلسة وعنوانها "استراتيجيات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في التغلّب على الحواجز أمام تعلّم ريادة الأعمال المبتكرة عبر شبكات المعرفة الخاصة بطلاب الأعمال.. مقارنة بين ألبانيا وأستونيا".
واختتم أسامة السمّان من "سانا لقيادة التغيير" في كندا، الجلسة بورقته التي حملت عنوان "مقاربة مبتكرة لمواجهة تحديات إدارة التعليم في المؤسسات ونموذج قابل للتطبيق المحلية".