أبوظبي - صوت الإمارات
رجالات الإمارات بذلوا الغالي والنفيس، لبناء هذا الوطن العامر، ولم يغير التقدم الحضاري والتقني الذي تشهده الدولة، الكثير من العادات الطيبة والتقاليد الراسخة، ومازال المجتمع شاباً في الارتقاء بالعادات الطيبة والمحافظة عليها والتقاليد القديمة والموروث، ومنها، احترام الصغير للكبير وأصحاب المنزلة والشيوخ وكبار السن .
من هؤلاء الرجال أمير قبيلة النقبيين في "خت"،محمد بن راشد بن علي النقبي، وأحد أعيان رأس الخيمة، الذي يقول عن نفسه: "تعلمت في الكتاتيب مع (المطوع) صالح بن خميس في منطقة خت، ثم انتقلت إلى مدرسة القاسمية برأس الخيمة، ثم أكملت التعليم الثانوي بدولة قطر، وكان ذلك في منتصف الستينات، من القرن الماضي، وعملت في التعليم معلماً، ثم ناظر مدرسة خت، ومررت بعدة مناصب منها عضو المجلس الوطني الاتحادي والمجلس البلدي سابقاً، ورئيس جمعية المعلمين سابقاً، واشتغلت في الإمامة والخطابة، فترة من الزمن، وكذلك مأذوناً شرعياً" .
وعن الدور الذي يتميز به الجيل الحديث عن القدماء، يقول النقبي إن الحفاظ على لم شمل أفراد القبيلة، وأبناء المجتمع على كلمة واحدة، وعلى حب الوطن والسمع والطاعة لولاة الأمور، والمحافظة على العادات والتقاليد، وتعليمها للأجيال الجديدة، ما تميز به الجيل القديم في مجتمع الإمارات، وهو ما تعلمه الجيل الجديد ويسير عليه في خطوات واثقة .
ويضيف: "حريصون على تعليم أبنائنا وبناتنا العادات الطيبة التي تربينا عليها، وكذلك حب الوطن والأهل والعمل جاهدين لرفعته وبنائه، يداً واحدة" .
ويؤكد النقبي إن اختيار الأمير لا يتوقف على الوراثة، بل لابد من توافر صفات الحكمة والقدرة على العطاء وحل المشكلات والتعاون الجاد وأن يكون قدوة لغيره وناصحاً لهم، وقادراً على البذل والعطاء .
وعن الدور الذي يؤديه أمير قبيلة النقبيين بخت، يقول النقبي "أهتم بالصلح بين أفراد القبيلة، ومنع النزاعات والمشكلات قبل وقوعها في المنطقة، وحلها بالطرق الودية، بجانب التواصل مع بقية النقبيين في الأماكن المختلفة من الدولة، والإمارات التي يقع بها عدد كبير من أبناء القبيلة، وكذلك الدور التوجيهي لأبناء القبيلة والذي يعد من أهم الأدوار التي يؤديها أمير القبيلة" .
يشير النقبي: "من الأمور والتوجيهات التي أخص بها أبناء القبيلة في اللقاءات المختلفة والمناسبات المتنوعة، أن يدرك كل منهم أنه مسؤول عن جزء في بناء الوطن، وأنه له حق علينا، يجب رعايته والعمل على بنائه" .
ويضيف النقبي:"تجب المبادرة لبذل الجهد، لما فيه خير للجميع، وأن تكون المهام التي يقوم بها على أتم وجه وأفضل حال، ومنها، الحفاظ على لم شمل أفراد ألأسرة أولاً والأقرباء، وخاصة في الزمن الذي أصبح فيه التواصل وزيارات الأرحام قليلاً، واكتفى البعض بالتواصل الإلكتروني، وهذا أمر يندى له الجبين، وأنا أحاول كأمير قبيلة بث تقاليد الأسرة الواحدة بين أبناء القبيلة والحرص على الاجتماع لما فيه الخير لهم جميعاً" .
وأوضح "السعي في تقديم الاقتراحات والأفكار البناءة للجهات المختصة لرفعة الوطن، من أهم الأمور التي أحرص عليها، ولاسيما أنني كنت عضو المجلس الوطني الاتحادي من قبل" .
عن الأمور التي جعلت منه واحداً من أعيان رأس الخيمة يقول النقبي: "بصفتي واحداً من أبناء قبيلة النقبي، وهناك الكثيرون من هم أفضل مني، سعياً وجهداً، أسعى إلى ربط وتقوية العلاقات وحل النزاعات بالطرق الودية، والحمد لله هذا ديدننا منذ زمن، وفي النهاية كلنا أبناء لهذه الدولة، وشيوخنا تيجان على رؤوسنا" .
ويضيف النقبي: "وأيضاً المحافظة على العادات والتقاليد وتعليمها للأجيال الجديدة، والسعي في إبراز الأمور التاريخية في المنطقة، هي من الأمور المهمة، ودائماً المواطن هو المبادر، ويسعى لتقديم المفيد فكل فكرة ورأي يجب أن يوصله إلى أكبر مسؤول في الدولة وللحكومة الرشيدة، فكلمة المواطن لها وزنها، عند ولاة أمورنا، والحمد لله .
عن تاريخ قبيلة النقبي يقول أصول قبيلة النقبيين، ترجع إلى قبيلة خثعم العربية العريقة والأصيلة، وتتواجد حالياً في جبال السروات، في جنوب السعودية، وتنحدر من منها قبيلة النقبيين في الإمارات، وعمان وقبيلة شهران العريقة في السعودية وعليان، وخثعم القبيلة الأم مازالت موجودة إلى يومنا هذا، وهناك العديد من البطون والفروع" .
ويضيف النقبي: "ينتشر النقبيون في الإمارات في مناطق عديدة منها: خورفكان وكلباء واللؤلؤية والزبارة وشيص والنحوة ودبا وخت والفحلين ودفتا والعريبي وغدف" .
ويصف النقبي أن سبب تسمية القبيلة، ربما يكون نسبة إلى مقر سكنهم في القديم وهو "وادي نقب" في جبال رأس الخيمة، ويطلق عليهم النقبيون الخثاعمة أو (عيال خثعم) آل خثعم، فكما قال الشاعر الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، رحمه الله، رداً على قصيدة أحد النقبيين في خورفكان سابقاً .