د. ياسر السمار

كشف د. ياسر السمار العميد المساعد لعميد كلية التربية للدعم الأكاديمي للطلبة في جامعة قطر، عن إطلاق مركز لتقديم الدعم الأكاديمي لطلاب الكلية في العام المقبل "ربيع 2015"، مشيراً إلى استحداث برنامج "الزميل المساعد" من خلال اختيار نخبة من الطلبة المتميزين من الكلية، يقومون بمساعدة وتدريس زملائهم الطلاب.

    إستحداث برنامج "الزميل المساعد" لتدريس الطلبة من قبل زملائهم


وكان مكتب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في جامعة قطر أعلن مؤخرا عن تعيين د. ياسر السمار في هذا المنصب. ولتليسط الضوء أكثر على الدعم الأكاديمي في كلية التربية والخطط المستقبلية في هذا الشأن، أجرينا هذا الحوار مع د. السمار:
# في البداية، حدثنا عن أهمية الدعم الأكاديمي في جامعة قطر بشكل عام؟
- يعتبر الدعم الأكاديمي في جامعة قطر من الأدوات الرئيسة التي تسهم في تعزيز التفوق الأكاديمي لدى الطلبة، وهي من أهم العوامل التي تسهل الطريق أمام الطالب المستجد ليتأقلم مع الحياة الجامعية، ونركز هنا على الطالب المستجد، إذ هو بحاجة إلى أن يلم بالخدمات المتوفرة في الجامعة، وعلى رأسها خدمات الدعم الأكاديمي، حتى يتفاعل مع الجامعة بشكل حيوي وتبادلي، خاصة أن الطالب الجامعي حينما يمر بخبرات ناجحة في بداية مسيرته، يعد ذلك مؤشرا قويا لخلق خبرات نجاح مستقبلية مبنية على أساس من النجاح الأولي والمبكر الذي مر من خلاله الطالب في بداية مسيرته.
وحسب دراسات أجرتها بعض الجامعات الأمريكية، تشير إلى أن أكثر من 50% من الطلبة الجدد يتسربون من الجامعة خلال السنة الأولى؛ كنتيجة للخبرات الفاشلة التي يمرون بها وجهلهم بخدمات الدعم والإرشاد الأكاديمي المتوفرة في الجامعات وعدم استفادتهم منها.

د. ياسر السمار

واقع الدعم الأكاديمي
# ما هو واقع الدعم الأكاديمي في كلية التربية؟ وما هي الخطط المستقبلية لتعزيز التطويرية في هذا الإطار؟
- يتمثل الدعم الأكاديمي حاليا في كلية التربية في جهود أعضاء هيئة التدريس بالكلية، الذين يوفرون الدعم الأكاديمي للطلاب خلال الساعات المكتبية، حيث يتفرغ الأستاذ لمساعدة الطالب في المقررات التي يحتاجها، ولو لم يكن ذلك الطالب مسجلا عنده في المحاضرات النظامية.
ومن خططنا المستقبلية في هذا الشأن، هو إنشاء وحدة أو مركز لتقديم الدعم الأكاديمي لطلاب كلية التربية، والمتوقع إطلاقه في ربيع 2015. وسيضم هذا المركز أعضاء هيئة تدريس من داخل الكلية لمساعدة الطلبة، كما سنقوم باستحداث برنامج الزميل المساعد من خلال اختيار نخبة من الطلبة المتميزين من الكلية، يقومون بمساعدة وتدريس زملائهم الطلاب. وتدعم هذه الفكرة العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت في الجامعات الأمريكية والغربية بصفة عامة، التي تؤكد على نجاح برنامج الزميل المساعد ودوره في تفوق الطالب المستفيد، ليس فقط في السنة الأولى، بل طوال مسيرته الجامعية.
كما سيقدم هذا المركز دورات وورش عمل من شأنها تعزيز التفوق الأكاديمي لدى الطلبة وإكسابهم المهارات المختلفة التي يحتاجونها في المرحلة الجامعية وفي الحياة اليومية بشكل عام، منها: مهارة إدارة الوقت ومهارة التعامل مع الضغوط، بالإضافة إلى مهارات التواصل الفعال مع الأساتذة والطلبة الزملاء ومحيطهم العام، وكذلك تعريف الطلبة باستراتيجيات المذاكرة وطرقها الصحيحة التي توفر الوقت والجهد على الطالب، وفي الوقت ذاته تعينه على تحقيق ما هو مطلوب منه من فهم وإلمام بالمقرر بمختلف جوانبه.
ولن يقتصر دور وحدة الدعم الأكاديمي بالكلية على مساعدة الطلبة في المقررات الدراسية فحسب، بل سنقوم بإشراك الطلبة وصقل مهاراتهم في مجال البحث العلمي، حيث ستقوم الكلية باستحداث فرص حقيقية لإدماج الطلبة وإشراكهم في البحث مع أعضاء هيئة التدريس، ومن ثم المشاركة بها في المؤتمرات المحلية والدولية. كما ستقوم الكلية بتخصيص يوم كامل لعرض مشاريع الطلبة البحثية أمام زملائهم وأساتذتهم، يطلق عليه "يوم البحث الطلابي"، والذي من شأنه أن يقوم مثل هذه بخلق شبكة تواصل بين الطلبة والأساتذة في سياق البحث العلمي والتطوير من سبله.

    إقامة دورات وورش عمل لتعزيز التفوق الأكاديمي لدى الطلبة


مقررات الكلية
# هل تلعب مقررات كلية التربية دورا في عملية تعزيز الدعم الأكاديمي للطلبة؟
- نعم، بالتأكيد؛ فمقررات علم النفس وعلم الاجتماع على سبيل المثال التي تدرّس في الكلية هي في حد ذاتها عامل غير مباشر لمساعدة الطالب في التأقلم مع الجو الجامعي ولا سيما في السنة الأولى، حيث إنها تكسب الطالب مهارات التعامل مع الضغط والتفكير الناقد بما يدور حوله، وفي الوقت ذاته تعينه على معرفة محيطه، ومن ثم كيفية الاندماج فيه والتعاطي مع العناصر الموجودة فيه.
# ما هو السبيل برأيكم لمعرفة حاجات الطلبة، سواء الأكاديمية أو غيرها؟
- الطريق الصحيح والأساس هو إجراء دراسة مسحية شاملة للتعرف – بالتحديد - على حاجات الطلبة من خلال تقريرهم الذاتي، بالإضافة إلى مقابلات فردية مع الطلبة لاستكشاف حاجاتهم من النواحي المختلفة، وكذلك تعريفهم بالتحديات والصعوابات التي قد يواجهونها في مسيرتهم الجامعية، ومن ثم طرح برامج ومقررات وتقديم نصائح وحلول لتجاوز تلك العقبات والمصاعب بنجاح.
فهنالك حاجات مشتركة بين جميع طلبة الجامعة بغض النظر عن الكلية التي يدرسون فيها، وهناك حاجات خاصة بالكلية التي يدرس فيها الطالب بما فيها كلية التربية – بطبيعة الحال –، والتي تكون عادة نتيجة طبيعة البرامج والمقررات التي تطرحها الكلية، فالتقرير الذاتي والدراسة المسحية تعيننا على معرفة حاجات الطالب جميعها أو على الأقل أغلبها.
بين الدعم والإرشاد
# هناك مصطلحان متشابهان - نوعا ما - في مجال الخدمات الطلابية في الجامعة، وهما الدعم الأكاديمي والإرشاد الأكاديمي، ما هي نقاط الالتقاء والاختلاف بين هذين المصطلحين؟

دورة توجيهية لطلاب ماجستير التربية

نقطة الالتقاء بينهما هو محاولة كليهما مساعدة الطالب للتخرج من الجامعة بطريقة آمنة وناجحة، ولكن لكل منهما وظيفة يعنى بها، فالإرشاد الأكاديمي تتمثل مهمته في تبصير الطالب بالخطة الدراسية للبرنامج الذي هو مسجل فيه، من خلال اختيار المقررات وتزويده بمواعيد طرح المقررات، بالإضافة إلى طبيعة المواد الاختيارية التي يتوجب على الطالب تسجيلها بعد النظر إلى تخصص الطالب وميوله الشخصية التي تتناسب مع طبيعة ذلك المقرر الاختياري. كما يتيح الإرشاد الأكاديمي الفرصة للطالب كي يستمر في مسيرته الجامعية بطريقة سلسة حسب خطته الدراسية، بعيدا عن الأخطاء والمزلّات، بغض النظر عن مستواه الأكاديمي ومعدله التراكمي.
أما الدعم الأكاديمي، فإنه يزود الطلبة بالمهارات الأساسية التي تساعدهم على التفوق والاستمرار في النجاح طوال المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى تعريفه بخدمات دعم الطلاب ليس فقط على الدعم الأكاديمي المحصور على الكلية بل على مستوى الجامعة ككل.
نصائح خبير
# ما هي النصيحة التي تود أن تقدمها لمراكز دعم الطلاب والإرشاد الأكاديمي بالجامعة حتى تصب جميعها في مصلحة الطالب بعيدا عن الحيرة والتشتت؟
أولا: أود أن أؤكد على ضرورة العمل كفريق واحد لتوحيد وتنسيق الجهود الداخلية والخارجية، وأقصد هنا بالجهود الداخلية هي الجهود التي تبذلها كلية التربية لتعزيز الدعم الأكاديمي للطلبة، والجهود الخارجية هي التي تبذلها وحدة دعم تعلم الطلاب (SLSC) الخاصة بالجامعة أومركز الإرشاد الطلابي وغيرها من وحدات أو مراكز دعم الطلاب بالجامعة، وتكمن أهمية هذا التنسيق والتناغم في إشعار الطالب بأنه محط اهتمام من قبل جميع الأطراف المعنية في الجامعة وأنها تمدّ يد العون له لتساهم في تفوقه وارتقائه لأعلى المستويات في الجامعة.

    تخصيص يوم للبحث الطلابي لعرض المشاريع البحثية أمام الأساتذة.. إنشاء برامج ثقافية تبادلية مع عدة جامعات لتوفير التدريب الميداني


ثانيا: لا بد من تعزيز مفهوم "التحويل" لدى مختلف مراكز ووحدات الدعم بالجامعة، فعلى سبيل المثال يأتي الطالب إلى وحدة الدعم الخاصة بكلية التربية، ومن خلال اللقاء معه يتبين لنا أنه بحاجة إلى إرشاد نفسي، وهو لا يدري أن الجامعة تقدم له خدمات الإرشاد الطلابي التي تهتم بمساعدة الطلبة لتخطي مثل تلك العقبات والتعامل معها بصورة فعالة وناجحة، سواء أكانت تلك العقبات شخصية أم أسرية أم غيرها من المشاكل السلوكية التي تؤثر في مشوار الطالب الجامعي، فنقوم نحن – كوحدة دعم الطلاب في كلية التربية – بتوجيه الطالب إلى الإرشاد الأكاديمي المتخصص في التعامل مع مثل تلك العقبات، وكذلك في المقابل تقوم المراكز الأخرى بـ "تحويل" الطالب إلى الجهة التي تُعنى بتشخيص تلك الحالات.
برامج تبادلية
# هل هناك من أنشطة أخرى تخطط لها الكلية في إطار الخدمة الطلابية بشكل عام؟
- بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها الكلية للطلبة وتحاول باستمرار تعزيزها وتطويرها، تعتزم الكلية إنشاء وتطوير برامج ثقافية تبادلية مع جامعات أخرى تتيح لطالب الكلية فرصة التعرف على ما يقوم به طلبة الجامعات الأخرى من خلال التدريب الميداني والاطلاع على ما تفعله الجامعات الأخرى في مجال التدريس، دون غض الطرف عن الوسائل والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في تطوير وتبسيط العملية التعليمية.
# يتساءل الكثيرون حول فرص العمل قبل الدخول في كلية أو تخصص معين، بنظركم، ما هي الفرص المستقبلية بالنسبة لخريج كلية التربية، سواء من الناحية المهنية أو الأكاديمية؟

عدد من أعضاء هيئة التدريس الجدد بالكلية

- هناك فرص متعددة في مجال العمل لخريج كلية التربية، لاسيما في مجال التدريس، سواء أكان ذلك في المدارس الحكومية أو الخاصة أو المدارس المستقلة، كما توجد أمام خريج كلية التربية فرص مواصلة المشوار الدراسي على مستوى الدراسات العليا في الجامعات الإقليمية والدولية، وتوجد لدينا نماذج كثيرة لخريجين عاملين في القطاع التعليمي، وفي الوقت ذاته، هناك خريجون آخرون قاموا بإكمال مسيرة الدراسات العليا في الجامعات الغربية المعتمدة والعالمية بشكل عام.
# هل من كلمة ختامية تود توجيهها إلى طلبة الكلية؟
- أود أن أشير إلى نقطة مهمة بالنسبة لأي طالب، وهي نقطة الولاء والانتماء للكلية، فكلما شعر الطالب بالانتماء والاعتزاز بالكلية، فإن ذلك يشجعه على مواصلة دراسته ومتابعتها بتفوق ونجاح، ومن ثم خدمة الكلية والجامعة ورد الجميل لها، بعد تخرجه والانتقال إلى المسار المهني.