التعلّم من مدن الخليج العربي

توضح صور معرض «التعلم من مدن الخليج العربي» أنها أمثلة ناشئة تعكس ما يحدث من تطوّرات ومستجدّات في العالم الحضري والعمراني الأوسع. وهي بهذا ترد على المفاهيم المغلوطة التي تصوّر هذه المدن، على أنها مجرّد نماذج محدودة، أو مُقلّدة جاءت بغرض لفت الأنظار، والمعرض الذي يستمر لغاية 6 ديسمبر المقبل، يبرهن على تأثير المدن الكبرى مثل دبي وأبوظبي، على شكل وطابع الأماكن خارج نطاق دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة بشكل عام، افتتح عصر أول من أمس في «مساحة المشروع» بجامعة نيويورك أبوظبي.

عمارة:

جاء هذا المعرض ثمرةً لجهود التعاون طويل الأمد بين أساتذة الجامعة ونخبة من الباحثين أمثال هارفي مولوتش، وديفيد بونزيني، إلى جانب المصور المعماري وباحث الدراسات الحضرية ميشيل ناستاسي، الذي التقط العديد من الصور التي تظهر فيها المباني كعنصر أساسي منها لقطات من الجو لمدن مختلفة من العالم، أو لقطات أخرى ركز فيها على تفاصيل كثيرة مثل الصورة الملتقطة لبرج خليفة ونوافير الماء بقربه، وبرهنت هذه الصور الفوتوغرافية التي عرض بعضها بشكل كبير في منتصف الصالة على الدور الثنائي الاتجاه الذي تلعبه دبي وأبوظبي. بوصفها وجهات لاستقطاب ونشر التوجهات المعماريّة والحضرية المعاصرة.

وفي صورة اعتمد المصور الفوتوغرافي ميشيل ناستاسي على أسلوبٍ نقدي لاستكشاف وتفسير مظاهر التحضّر والتوسع العمراني داخل دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها. من خلال الخرائط التي جاورت الصور، وفيها أوضح ناستاسي مدى التشابه عند انتقال نموذج حضري من منطقة إلى أخرى، ليكتشف المتجول في المعرض دور السياق المحلي في تغيير وجه وطبيعة مشاريع التصميم المعماري.

ذاكرة تاريخية

بعد افتتاح المعرض ألقى البرفسور ناصر رباط، أستاذ كرسي الآغا خان في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، محاضرة «الذاكرة التاريخية وكوكا كولا: تأملات في مدن الخليج العربي» في مركز المؤتمرات، في جامعة نيويورك أبوظبي، استعرض خلالها العديد من المراكز التجارية القديمة التي سادت في شبه الجزيرة العربية، كما رصد تاريخ بعض مدن تلك المراكز بالتوازي مع صعود وانهيار الإمبراطوريات الكبرى المحيطة بها، وتطرق أيضاً إلى نسيج مدن الخليج العربي في ضوء مسيرة توسعها، وكيف تحوّلت المضامين المجازية التاريخيّة وتقاليد التصميم إلى أدوات تسويق بسبب تأثير العولمة.

تأثر

قال ناستاسي: لقد تأثرنا كفريق بكتاب «التعلم من لاس فيكاس» الصادر عام 1972، وقررنا أن نقدم شيئاً مستوحى من مختلف مدن العالم، لأننا من الممكن أن نتعلم من المدن الحديثة مثلما تعلمنا من القديمة.