تعتبر المخاوف المتنوعة والكوابيس أمورا طبيعية فى فترة الطفولة، فالطفل فى الفترة ما بين عامين ونصف وثلاثة أعوام يكون خياله خصبا وتنمو لديه الكثير من المخاوف. وفى تلك الفترة يبدأ الطفل فى إدراك أن أهله لن يكونوا قادرين على حمايته من الألم أو من خيبات الأمل المتعددة والإحباطات ومع الوقت يصبح الطفل أكثر حساسية. إن مخاوف الطفل تختلف حسب عمره ولكنها تعتبر أمرا طبيعيا فى عملية نموه وتطوره وتستمر معه حتى فترة المراهقة. إن الكوابيس التى تأتى للطفل عادة ما تكون انعكاسا لمخاوفه والتحديات التى يمر بها. وفى كثير من الأحيان تأتى الكوابيس للطفل عند حدوث أمر مهم فى حياته مثل انتقاله لمنزل جديد أو ولادة طفل جديد فى العائلة أو سفر أمه أو بدء ذهابه للمدرسة. وعادة ما تحتوي الكوابيس على عنصر أو عامل يسبب القلق للطفل فيشعر الطفل أنه فى خطر، وأنه غير قادر على حماية نفسه. إن الكوابيس عند الطفل أمر طبيعى، ولكنها إذا تكررت كثيرا فإن الأمر يدعو للقلق، فإذا جاءت الكوابيس للطفل مثلا ثلاث مرات فى الأسبوع أو أكثر فيعتبر هذا الأمر زائدا عن حده، وقد يكون له علاقة باضطراب حقيقى عند الطفل أو علامة على أنه يعانى من ضغوطات شديدة. إذا كانت مخاوف وكوابيس الطفل تتعارض مع نشاطاته اليومية مثل ذهابه للمدرسة ولعبه مع أصدقائه وتجعله قلقا طوال اليوم، فقد يكون من الأفضل أن يذهب الطفل لطبيب نفسى متخصص حتى يتمكن من تحديد أصل المشكلة والوصول لعلاجها. تكون الكوابيس بالنسبة للطفل حقيقية ولذلك فإن السخرية منه بسببها أو بسبب خوفه منها أمر سيعقد الأمور أكثر وسيقلل من ثقة الطفل بنفسه، فبدلا من السخرية من الطفل عليك أن تتحدثى معه. يجب عليك أن تقولى للطفل إنك تدركين شعوره بالخوف ولكن تلك الكوابيس لن تؤذيه مع عدم التركيز على شعور الطفل بالخوف، ولكن على قوته مع التوضيح للطفل أيضا أن شعوره بالخوف أمر طبيعى.