أثار وصول تيارات الإسلام السياسي إلى الحكم ببعض الدول العربية في أعقاب الربيع العربي، مخاوف النساء العربيات من تهاوي حقوقهن التي حصلن عليها بصعوبة على مر العصور، وفرض مزيدًا من القيود عليهن، بعد أن كّن يأملن في الحصول على مزيدًا من الحريات، خاصة أن الثورات العربية قامت من أجل المساواة و الحرية و العدالة الاجتماعية. لكن أحلامهن باتت مهددة. هذا ما دفع مجموعة من الناشطات في المجال الحقوقي، إلى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في أكتوبر 2011، أطلقوا عليها اسم "إنتفاضة المرأة في العالم العربي"، بهدف تسليط الضوء على الظلم الذي تواجهه المرأة العربية في المنطقة، وجذبت هذه الصفحة أكثر من 78 ألف عضوًا من الرجال و النساء. وتقول ديالا حيدر، الناشطة الحقوقية اللبنانية، البالغة من العمر 28 عامًا وإحدى مؤسسات الصفحة، إنه بعد وصول الإسلام السياسي إلى مقاليد الحكم في كثير من البلدان العربية، بدأ شبح فرض مزيدًا من القيود يهدد المكاسب التي حصلت عليها المرأة العربية، بشق الأنفس خلال العصور الماضية. وصرحت ديالا حيدر قائلة: "الربيع العربي جاء لرفع راية الحرية و الكرامة و المساواة، ولا يمكن أن تتحقق هذه المطالب دون أن تنال المرأة الحقوق نفسها، ففي كل مرحلة من التاريخ دائماً ما كان المسؤولين يجدون الأعذار لعدم مناقشة حقوق المرأة وقضاياها، معللين أنه ليس الوقت المناسب لمناقشتها، لكن جاء الوقت لنطالب بحقوقنا." وأضافت ديالا حيدر قائلة:" إنتفاضة المرأة العربية هذه المرة لن تكون سرًا، لذا أنشأنا الصفحة والموقع حتى تشارك النساء العربيات قصصهن ومعاناتهن أمام الجميع، وحتى يعرف الرأي العام والعالم المآسي والمشكلات التي تعانيها المرأة، ولإثبات أن هذه القضايا ليست حالات فردية، بل سمات مجتمعية. وعلينا أن نعمل لوقف العنف الموجه ضد المرأة." نساء كثيرات شاركن مشكلاتهن وأبرزهن لسيدة من تونس تبلغ من العمر 22 عامًا، ذكرت أنها تعرضت للاغتصاب والإيذاء البدني عندما كانت في سن التاسعة، وأكدت أن الجاني لم يحاسب. وطالبت حيدر والناشطات القائمات على الحملة والنساء والرجال المؤيدين لهن بإرسال صورهم وهم يرفعون لافتات مكتوب عليها مطالبهم في مجال حقوق المرأة، وهو ما تفاعل معه كثيرون.