القاهرة - أ.ش.أ
أكد عالم المصريات أحمد صالح مدير عام آثار أسوان أن الحضارة المصرية القديمة هي اكثر الحضارات التي قدرت المرأة ورفعت من شأنها في العالم ..مشيرا الی أن تبجيل المرأة فی مصر القديمة كان واضحا حيث تم اعتبارها الهة مقدسة ، وامرأة محبة لها حقوقها ، وزوجة ، وعاملة ، الی جانب الحرص علی وجود الاحترام لها حتى في حالة رحيلها الي العالم الاخر.
وقال صالح - فی تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال باليوم العالمی للمرأة الذی يوافق 8 مارس من كل عام - إن من اشهر النساء في مصر القديمة هي الالهة إيزيس أم الالهة وأختها نفتيس واللتان كان لهما دور مهم في الديانة والعقائد المصرية القديمة ، حيث كان لايزيس مكانة عظيمة في الديانة باعتبارها الزوجة الوفية لزوجها اوزوريس، والام الحنونة لابنها حورس .
وأضاف أن المصريين القدماء جعلوا للعدل الهة وهي ماعت ، وللحب الالهة حتحور ، وللقوة سخمت ، كما حصلت المرأة المصرية علي وظيفة دينية في المعابد مثل كبيرة الكاهنات وحتي الملكة حتشبسوت حصلت علي لقب " يد الاله".
وأوضح أن قدماء المصريين اعترفوا بالمرأة العاملة وقدروها فهي كانت تعمل في غياب الزوج والابن وكانت لها حقوق رضاعة الطفل أثناء العمل ..لافتا الی أن المرأة المصرية عملت في مهن كثيرة مثل الحقول والعزف والرقص وحتي وصلت الي مهن لها قدرها مثل الطبيبة (بسشت ) من الاسرة الرابعة فی حوالي القرن 27 ق. م .
وكشف عالم المصريات أحمد صالح أن المرأة المصرية تقلدت اعلي المناصب في الدولة القديمة مثل منصب الوزيرة وحصلت عليه سيدة تدعي ( نبت ) في عصر الأسرة السادسة ..لافتا الی أن المرأة كانت هي جواز المرور الي العرش في مصر القديمة فمن خلال الانتساب اليها يمكن للشخص أن يبقي ملكا .
وتابع انه تم السماح للمرأة بان تتولي العرش في مصر القديمة مع وجود تحفظات من الشعب حول ذلك..مشيرا الی اشهر الملكات التي تولت حكم مصر ومنهن ( نيت اقرت ) في الاسرة السادسة ، و (سوبك نفرو ) في الاسرة 12 ، و(حتشبسوت ) في الاسرة 18 ، و (تاوسرت ) في الاسرة 19 ، كما أن هناك شخصيات نسائية كان لها وضع مميز وراء العرش مثل الملكة (تي ) زوجة امنحتب الثالث و(نفرتيتي) زوجة اخناتون و(نفرتاري) زوجة رمسيس الثاني.
وأكد أن المرأة المصرية القديمة نالت جميع حقوقها ففي الزواج سمح لها أن تطلب الطلاق في حالة خيانة الزوج ، وان تحصل علي ثلث ممتلكاته في حالة طلاقها ، وفي حالة وفاة الزوج يحق لها ان تحصل علي ثلثي تركة الزوج ، كما سمح للمرأة بان تدير ممتلكاتها دون الاعتماد علي الرجل ، الی جانب انه طلب من الرجل بان يعتز بزوجته وقال الحكيم بتاح حتب في تعاليمه الي ابنه " يجب أن تحب زوجتك من كل قلبك واجعل قلبها سعيد طالما انت حي ".
وأوضح عالم المصريات انه علي الرغم من ان الزنا كان ممنوعا وكانت المرأة تعاقب عليه بالموت فان الخيانة من الزوجين كانت ايضا ممنوعة ، بالإضافة الی أن الحب كان شائعا في مصر القديمة ، وعثر علي برديات بها غزل صريح وعفيف القت الضوء علي المشاعر التي تربط بين الرجل والمرأة .
وأشار صالح الی أن العنف ضد المرأة كان غير مقبول فی مصر القديمة ، الا أن محاكم العصر المتأخر شهدت حالة عنف وهي ضرب الزوجة ، وعوقب الزوج علي ذلك وسجل ذلك علي شقفة فخارية "قطعة مكسورة من اناء فخاري كانت تتم الكتابة عليها ".