دبي ـ الإمارات
عادة ما يشعر الطفل الأكبر بالحزن عندما يعلم بانضمام أخ جديد إلى أسرته؛ لاعتقاده بأن الأخ الجديد سيستأثر باهتمام وحب الوالدين. وكي لا يشعر الطفل بالغيرة تجاه أخيه الجديد، ينصح الخبير التربوي الألماني أندرياس بوميلت، الآباء بضرورة تهيئة طفلهم جيداً لاستقبال العضو الجديد في الأسرة. وأوضح بوميلت، أخصائي علم نفس الأسرة بمدينة مونستر، أنه ينبغي على الآباء إطلاع طفلهم من البداية على أنه سيصبح له أخ أو أخت في وقت قريب، وأن هذا يُعد حدثاً سعيداً للغاية. كما أكدّ بوميلت أهمية إشراك الطفل في استعدادات فترة الحمل، كأن تقول له الأم مثلاً «هل توّد الذهاب معي لشراء ملابس لأخيك الصغير؟»، أو «سأذهب غداً إلى الطبيب لمتابعة الحمل، هل ترغب في المجيء معي». وعن أهمية ذلك، أوضح الخبير الألماني بوميلت أن مثل هذه الأشياء تهيئ الطفل لاستقبال أخيه الجديد؛ ومن ثمّ لا يتفاجأ بقدومه، وبأن اهتمام أبويه لم يُعد منصباً عليه فقط. وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تنتاب مشاعر القلق والحزن الطفل الأكبر؛ لذا أكد بوميلت أهمية أن يزيد الآباء من رعايتهم واهتمامهم بطفلهم الأكبر في هذا الوقت بشكل خاص، موضحاً «يجب على الآباء التأكيد لطفلهم الأكبر بالقول والفعل أنهم سيظلون يحبونه تماماً كأي وقت سبق». وأشار الخبير الألماني إلى أن إطلاع الطفل على التغييرات الإيجابية التي ستحدث في حياته بقدوم أخيه الجديد يُمكن أن يُفيد بشكل كبير في تهيئته لاستقباله على نحو جيد، وذلك بأن يقول له والداه مثلاً «ستلعب دوراً رائعاً مع أخيك، فأنت الآن الأخ الأكبر ويُمكنك فعل الكثير مما لا يُمكنه هو القيام به وسيتعلمه منك». وأكد عالم النفس الألماني ضرورة أن يحرص الآباء أيضاً على التعامل مع طفلهم الأكبر بشكل متوازن في هذا الوقت؛ لأنه ربما يُبالغ بعض الآباء في الاعتناء بطفلهم بشكل خاطئ. وكي يسهل على الآباء القيام بذلك، يقول بوميلت: «يجب أن يتعلم الطفل أن يلعب بمفرده في بعض الأحيان دون أن يكون أحد أبويه جالساً إلى جانبه على الدوام». وينصح بوميلت الآباء بألا يثقلوا كاهلهم عند ولادة طفل جديد، موضحاً «ليس بإمكان الآباء مضاعفة وقتهم وطاقتهم عند ولادة طفل ثانٍ، لذا فمن الطبيعي جداً أن يقل اهتمام الوالدين بالطفل الأكبر بعض الشيء بعد ولادة أخيه الجديد».