رائد فضاء

يعيش الإنسان على سطح الأرض منذ ملايين السنين، إلا أنه لم يتعرف خلال هذه الفترة الطويلة جداً من الزمن إلا على جزء بسيط، على ما يبدو، من الظواهر الغريبة، المدهشة، التي يتميز بها كوكبنا، والتي يبدو بعضها مثل مزيج من عالم الخيال والغرابة مع عالم الجمال الساحر الذي تعجز أمامه الكلمات. هذا الانطباع يتولد لدى مشاهدة صور نادرة لسحب ضخمة مضيئة، في الطبقات العليا من الغلاف الغازي، يشع منها ضياء سماوي اللون. ويمكن أحياناً مشاهدة تلك الغيوم من الأرض، إلا أنها تبدو أكثر جمالاً وغرابة عند مراقبتها من الفضاء.

في ساعات تأمل للكون، والكرة الأرضية، من المحطة الفضائية الدولية، تمكن رائد الفضاء الروسي إيفان فاغنير من رصد غيوم ضخمة مشعة، تُعرف باسم الغيوم المتألقة أو الغيوم البراقة، وهي ظاهرة طبيعية «شابة»، إذ تم رصد تلك الغيوم أول مرة عام 1885، مباشرة بعد ثورة بركان كراكانوا في إندونيسيا. وتكون الغيوم المشعة عادة فضية أو وردية اللون، وفي بعض الحالات تميل إلى البرتقالي وحتى اللون الأحمر. تتشكل في الغلاف الجوي على ارتفاع من 76 إلى 85 كم، ويمكن مشاهدتها بعد غروب الشمس وفي الليل. تظهر عادة بين خطي العرض 43 و65 درجة في النصفين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية. ولم يتمكن العلماء حتى الآن من دراسة شاملة لهذه الظاهرة، وهناك فرضيات بأنها تتشكل من الغبار البركاني أو الغبار الكوني، إلا أن بيانات الأقمار الصناعية، تشير إلى أنها تتشكل من جزيئات دقيقة جداً من الجليد.

وأكدت دراسات وجود هذا النوع من الغيوم في الغلاف الجوي لكواكب أخرى، لا سيما كوكب المريخ.

ولأن هذه الظاهرة نادرة، أو على الأقل نادراً ما يتمكن الإنسان من مشاهدتها، من سطح الأرض أو من الفضاء، قرر رائد الفضاء الروسي التقاط صور لها، ونشرها على حسابه في «تويتر»، مرفقة مع تعليق كتب فيه: «من يحتاج إلى خلفية فضائية جديدة على سطح المكتب؟ ما زلت ألتقط صوراً لأعلى السحب عند الفجر».

قد يهمك ايضا 

العلماء يكتشفون سبب تشكّل الأحجار الكريمة على أورانوس ونبتون

كوكبان عملاقان يؤديان "رقصة الجاذبية" ويثيران اهتمام علماء الفضاء