واشنطن – صوت الإمارات
أكملت المركبة الفضائية رشيد مهمتها التاريخية بهبوطها وتحطمها على سطح المذنب الجليدى الذى أمضت 12 عاما فى ملاحقته ضمن مطاردة كشفت الكثير عن الأيام الأولى للنظام الشمسى، وألهبت خيال الرأى العام. وتعقبت المركبة رشيد المذنب "67 بى/تشوريوموف-جيراسيمنكو" لمسافة تزيد على 6 مليارات كيلومتر فى الفضاء، لجمع كنز من البيانات التى ستشغل العلماء خلال السنوات العشر المقبلة.
وضجت قاعة مركز التحكم بدارمشتات فى ألمانيا بالتصفيق وتعانق العلماء بعد أن أظهرت الشاشات انقطاع الاتصال مع هبوط رشيد على سطح المذنب وانتهاء المهمة الساعة 11:19 بتوقيت جرينتش. وأنهت المركبة رشيد هبوطها فى سقوط حر، لتنضم إلى المسبار فيلة، الذى هبط على المذنب فى نوفمبر 2014، فيما اعتبر إنجازا مذهلا فى مجال السفر عبر الفضاء فى مهمة بالغة الدقة.
وكان فورنر، بين 300 من العلماء والباحثين، تجمعوا قبل الفجر فى قاعة المؤتمر الدولى للملاحة الفضائية فى وادى الحجارة بالمكسيك، لمشاهدة بث حى لانقطاع إشارة المركبة رشيد من شاشات المراقبة، وجاء هذا التجمع بالتزامن مع تجمع العلماء فى ألمانيا.
وقال كلاوس شيلينج، الذى عمل على تخطيط مهمة المركبة رشيد على مدى 27 عاما مع شركة إيرباص لوكالة أنباء رويترز فى المكسيك "كانت نهاية جيدة.. هناك الكثير من المنعطفات الإيجابية والسلبية فى هذه الرحلة."
وتكشف الرحلة معلومات عن الإطار الخارجى للمذنب بما سيمكن العلماء من فهم كيف تكونت المذنبات علاوة على معلومات عن فجوات قطرها 100 متر بجسم المذنب، يعتقد العلماء أنها مهمة لمعرفة كيف ينفث المذنب الغاز والغبار الناتجين عن حرارة الشمس. وتمكنت رشيد من تحقيق إنجازات غير مسبوقة، من بينها أنها كانت أول مركبة فضاء تدور فى مدار مذنب وليس مجرد المرور به لالتقاط الصور من بعيد.
وتساعد المعلومات التى جمعتها المركبة والمسبار فيلة، العلماء بالفعل على فهم كيف تشكلت الأرض والكواكب الأخرى. وقال المسؤول العلمى للرحلة مات تيلور قبل انتهاء المهمة "كل ما فعلناه أننا خدشنا فقط القشرة الخارجية للعلم. نحن ننهى المهمة لكن العلم سيستمر لسنوات طوال".
وكان الدكتور رامى المعرى، أستاذ جيولوجيا الكواكب بجامعة بيرن بسويسرا، عضو الفريق البحثى بوكالة الفضاء الأوروبية، وأحد العلماء الأربعة المصريين المشاركين فى المهمة، قد صرح بأن هبوط "روزيتا" على سطح المذنب سيؤدى إلى تحطمها، وهذا مخطط له لأنه ليس بالإمكان تشغيل المركبة أكثر من اليوم، نظرًا لابتعادها المستمر عن الشمس واقترابها من المذنب وعدم وجود طاقة كافية للقيام بأى مهام علمية أخرى.