دبي -صوت الامارات
أوضحت الدكتورة حنيفة طاهر البلوشي الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة، أن الوقود الحيوي يمكن أن يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة، حيث يمكن استخدامه للسيارات والمصانع وغيرها من الأغراض، خاصة أنه يقلل من الانبعاثات المضرة والغازات المسببة للاحتباس الحراري، فيما يقلل نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 40%، مشيرة إلى أن الإمارات اعتمدت في خططها المستقبلية على الطاقة المتجددة لتصبح من مصادر الطاقة المستدامة بالدولة، ومن ضمنها الوقود الحيوي.
وقود آمن
وأضافت أن الوقود الحيوي، هو نوع يستخلص من مواد حيوية، مثل النباتات والكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والطحالب الخضراء، موضحة أن الديزل الحيوي (يعرف كذلك بالبيوديزل) وهو بديل للديزل البترولي المستخدم في محركات السيارات والمصانع، كما أنه يمكن استخدام الوقود الحيوي كذلك في جميع التطبيقات والصناعات التي يستخدم فيها الوقود الأحفوري، وأنه نتيجة ذلك سيتم تقليص الاعتماد المباشر على مصادر الطاقة غير المتجددة.
وأشارت إلى أن استخدام البيوديزل معتمد عالمياً، وهناك الكثير من الدول التي بدأت تستخدمه مثل فرجينيا الأميركية، وخاصة إذا عرفنا أن استخدامه يحسن تشغيل المحرك، فيما يتميز أيضاً بأنه أكثر أماناً من الديزل البترولي، لكونه أقل قابلية للاشتعال وسهل التخزين والنقل، لافتة إلى أنه بالرغم من أن هناك مبادرات وأعمالا بحثية عديدة على المستوى الدولي والعالمي المرتكزة على إنتاج البيوديزل، إلا أن عمليات الإنتاج قد تكون مكلفة أو غير مستدامة.
تحديات راهنة
وتحدثت عن أن هناك تحديات تواجه هذا التخصص، تشمل كيفية جمع المعلومات لإثبات مدى كفاءة التقنيات، بالإضافة إلى مسألة البحث عن تمويل لها، لافتة إلى أن المراكز البحثية متوافرة في عدة أماكن، فهناك مركز أبحاث أم القيوين للأبحاث البحرية، ومركز الشيخ خليفة، فضلاً عن المختبرات الموجودة في جامعة الإمارات ومعهد مصدر وجامعة نيويورك بأبوظبي، مفيدة بأن الطحالب بحد ذاتها تعتبر علماً، ومؤخراً انشغل العديد من الباحثين في كيفية استخدام الطحالب لإنتاج الديزل، لكونه يحتوي على كميات هائلة من الزيوت ذات القيمة تصل إلى 30% من الكتلة، ويمكن أن تعدل جينياً ويتجاوز 80% من المحتوى، بالإضافة إلى أن لها قدرة على التضاعف كل 12 إلى 24 ساعة.
سلالات فريدة
ولفتت إلى أن اهتمام الإمارات بزراعة الطحالب ليس بجديد، فهناك مراكز لزراعة الطحالب بإمارة أم القيوين، حيث تتخذ الطحالب غذاء للأسماك، بالإضافة إلى ذلك، فقد توصل العديد من الباحثين إلى سلالات فريدة من الطحالب التي تستطيع العيش في مناخ الإمارات الحار وفي مياهها المالحة، فيما يعتبر المناخ الحار هو أفضل الظروف البيئية لزراعة الطحالب، مشيرة أن الإقبال على دراسة الهندسة الكيميائية يعتبر كبيراً، نتيجة لزيادة حاجة السوق لهذا التخصص في الامارات نظرا لفائدته الاقتصادية .
تميز
حصلت الدكتورة حنيفة البلوشي على درجتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة الإمارات، وترتكز أبحاثها على طرق إنتاج الوقود الحيوي واستخلاص المركبات الحيوية ذات القيمة العالية من الطحالب والكتل الحيوية ، وتطمح أن تمتلك مصنعاً لإنتاج البيوديزل من الطحالب الخضراء بأقل تكلفة و ضرر بيئي.
تحديات
يواجه الباحثين المتخصصين عدد من التحديات، مثل بقاء الأبحاث حبيسة الأدراج من غير تطبيق على أرض الواقع، أو الاستفادة منها، فضلا عن ضعف تمويل إجراء تلك الدراسات العلمية، والعمل بشكل حثيث ومستمر لجمع المعلومات، لإثبات مدى كفاءة التقنيات الحديثة التي تحتاج لتجارب بعيداً عن الافتراضات.
تجارب
هناك العديد من التقنيات أو المواد المبتكرة التي يمكن أن تطبق للحفاظ على البيئة والاستفادة من النفايات، وتختلف نوعية التجارب باهتمام الباحث بحد ذاته، فمنهم من هو مهتم بإيجاد بدائل لزيوت الطهي، وآخر بتحسين عمليات الإنتاج، ومنهم من يحسن من خواص المنتج.
جامعات
تضم جامعات الإمارات العديد من التخصصات في مجال الوقود الحيوي، تشمل الهندسة الكيميائية، الهندسة الحيوية، الأحياء، التقنيات الحيوية، فيما تتنوع الجامعات لتضم جامعات خليفة، والإمارات، و نيويورك أبوظبي، وتوفر هذه الجامعات مساقات دراسية عالية المستوى .
تركيب
تختلف تركيبات الطحالب مع زراعتها، باختلاف الظروف البيئية المتوفرة ، فمثلا الحرارة المرتفعة والضوء المستمر، ينشط الأنزيمات المختصة في تحويل الكربون إلى زيوت.