أبوظبي – صوت الإمارات
اكتشف فلكيون أوروبيون أخيراً، كوكباً شبيهاً بالأرض يدور حول "بروكسيما سنتوري"، أقرب نجم ثابت إلى شمسنا، ويقول العلماء إنه من الجائز أن يكون فيه ماء ومعه حياة، ما يعزز الآمال بوجود حياة أخرى في مكان ما من هذا الكون الواسع. ورغم أن نجمه "القزم الأحمر" لا يمده إلا بجزء ضئيل من الضوء بالمقارنة مع شمسنا، فإن درجة حرارته قد تكون كافية، بحيث يكون مناخه مناسباً لنشوء حياة، ولا يعرف العلماء حتى الآن إن كانت هناك حياة على الكوكب المكتَشف حديثاً، ولكن ما يعرفونه على وجه التأكيد أن الحيوانات والنباتات على هذا الكوكب ستكون بسبب ظلامه ذات اشكال تختلف عن حيوانات كوكبنا ونباتاته، وستكون أوراق اشجاره سوداء قاتمة، وكأنها أوراق محروقة.
ويعتقد العلماء أن هذا الكوكب نشأ منذ ملايين السنين قبل نشوء الأرض، وبالتالي كان لديه ما يكفي من الوقت لنشوء حياة عليه، ولكن في ظروف بالغة القسوة، لأن نجمه نجم متفجر يطلق موجات هائلة من البلازما، ومن الجائز أن محيطاته وأنهاره وبحيراته تبخرت منذ زمن طويل.
ومازال الكوكب المكتَشف حديثاً بلا اسم، ولكن نجمه "القزم الأحمر" نجم معروف هو بروكسيما سنتوري، أو "قنطور الأقرب"، لأنه لا يبعد إلا 4.24 سنوات ضوئية، وبذلك يكون أقرب جار لشمسنا. وهذا ما يجعل الاكتشاف مثيراً.
وقال فيزيائي فلكي، شارك في اكتشافه لمجلة شبيغل الألمانية، "إن اكتشاف الجرم السماوي الصغير كان عملاً شاقاً، وبلغنا الحدود القصوى لما هو ممكن تكنولوجياً حين يتعلق الأمر بالقياسات".
وتشير كتلة الكوكب ألى أنه صخري مثل الأرض. والأهم من ذلك أنه يدور قرب نجمه "القزم الأحمر"، بحيث يمكن ان يوجد ماء على سطحه.
ويريد العلماء أن يعرفوا ما إذا كان الكوكب حقاً واحة في الفضاء، ولمعرفة ذلك عليهم اعتراض الضوء المنبعث منه وتحليله لتحديد التركيب الكيميائي لغلافه الجوي البعيد. وسيكون وجود الأكسجين والميثان في وقت واحد مؤشراً كافياً الى وجود حياة.
ومن شأن مثل هذا الاختراق العلمي أن يجعل النجم بروكسيما سنتوري هدفاً مغرياً لرحلة فضائية علمية بين النجوم. لكن حتى هذا النجم الأقرب الى شمسنا ما زال بعيداً، وسيحتاج المسبار الفضائي التقليدي نحو 80 ألف سنة للوصول اليه، أو ما يعادل عمر البشر على الأرض، واستخدم العلماء في اكتشاف الكوكب تليسكوباً عاكساً متخصصاً يديره الفلكيون الأوروبيون على جبل لا سيلا في صحراء اتاكاما في تشيلي.