واشنطن -صوت الإمارات
ينتظر هواة الفلك في النصف الشمالي من كوكب الارض الثلاثاء موعدا نادرا مع الزخات النيزكية يأمل العلماء الا يبدده سوء في الاحوال الجوية او سطوع شعاع القمر المكتمل.
وسيكون الشغوفون بمراقبة السماء على موعد مع ساعة من "الالعاب النارية" الكونية قرابة الساعة 23,00 ت غ من ليل الثلاثاء، في ما يعرف بشهب البرشاويات، اي ضعف المدة التي يمكن فيها مشاهدة هذه الزخات في هذا الموعد السنوي.
وقال عالم الفضاء مارك بيلي العامل في مرصد ارماغ في ايرلندا الشمالية لوكالة فرانس برس "عادة لا تستمر هذه الزخات وقتا طويلا، ولكنها هذه المرة ستتواصل على مدة ساعة او ساعتين".
في السنوات الماضية كان ممكنا مشاهدة 100 الى 120 من الشهب تلمع في سماء الارض في الساعة.
وتستمر هذه الظاهرة السنوية اسبوعين وتبلغ ذروتها في منتصف آب/اغسطس.
واضاف بيلي "تكون الظاهرة في بعض السنوات اقوى من سنوات اخرى، وتكون في بعض السنوات استثنائية كما هو الحال في عامنا هذا ".
وتقع هذه الظاهرة الكونية حين يمر كوكب الارض في حطام المذنب "تاتل سويفت" الذي يدور حول الشمس ويتم دورة كاملة حولها كل 133 سنة.
ولدى ارتطام قطع حطام المذنب بالغلاف الجوي للارض تتفتت وتحترق ولذا تصدر هذا الوميض.
وفي هذا العام، تمر الارض في ثلاث سحب من الحطام هي الاكثر كثافة بالقطع الصخرية الصغيرة والغبار، وقد نشأت هذه السحب في الاعوام 1479 و1737 و1862.
وبحسب بيل كوك الباحث في وكالة الفضاء الاميركية ناسا فإن "الشهب التي سنراها هذا العام مصدرها سحب مكونة قبل مئات السنين ان لم يكن الالاف".
وقال "سافرت هذه السحب في الفضاء مليارات الاميال قبل ان ترتطم في الغلاف الجوي للارض".
ويؤدي الغلاف الجوي للارض دورا مهما في حمايتها من هذه القطع الصخرية اذ يجعلها تحترق وتتفتت، ولذا فإن هذه الظاهرة لا تشكل أي خطر على سكان الارض.
والقلق الوحيد الذي يساور العلماء هو الا تكون الاحوال الجوية في اوروبا مناسبة لمراقبة هذه الظاهرة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة عادة من دون الحاجة الى تلسكوبات او اي اجهزة بصرية.
اضافة الى ذلك، يمكن ان يغطي سطوع اشعة القمر المكتمل على وميض الشهب فيبدد بريق الظاهرة.
وينصح العلماء هواة الفضاء بان يتجنبوا المناطق التي تحجب سماءها الغيوم او تلك القريبة من الاضواء، لينعموا بافضل الظروف لمراقبة الزخات النيزكية.
ويقول بيلي "حضروا عيونكم لمراقبة الظاهرة وحدقوا لوقت طويل في السماء لتعتادوا على الظلام"، بعد ذلك يمكن ملاحظة الزخات النيزكية بوضوح اكبر.
ويتوقع العلماء ان يمر كوكب الارض في سحابة مماثلة كبيرة جدا في الثاني عشر من آب/اغسطس من العام 2028، وقد تكونت هذه السحابة في العام 1479.
ويطلق على هذه الظاهرة ايضا اسم "دموع القديس لورانس" الذي عذبه الرومان وقتلوه في العام 258 بعد الميلاد.