تفاوتت آراء رؤساء البنوك العاملة في السوق المصرية، الحكومية والخاصة بشأن صفقة استحواذ البنك القطري الوطني على حصة "البنك الأهلي سوسيتيه جينرال" البالغة 77.2% من البنك، وتقديمه عرض شراء إلزاميًا لشراء كامل الحصة المتبقية، حيث يكاد يجمع البعض على أن استحواذ البنك القطري الوطني على البنك الأهلي سوسيتيه جينرال، يعد إضافة للسوق المصرفية المصرية، ويشعل المنافسة بين البنوك ليخدم أكبر شريحة من العملاء في السوق، نافين وجود أية تخوفات أو قلق بشأن دخول الجانب القطري للسوق، بينما قال آخرون إن البنك القطري الوطني يعد منافسًا شرسًا ولا يستهان به، وطالبوا بضرورة اتخاذ البنوك الأخرى كافة في السوق المصرية إجراءات التحوط للحفاظ على حصصها السوقية، في ظل حالة الركود التي تسود القطاع منذ عامين من بدء الثورة.  وقال رئيس بنك القاهرة منير الزاهد في تصريح خاص إلى "مصر اليوم"، أنه ليس هناك أي قلق من استحواذ بنك قطر الوطني على "الأهلي سوسيتيه جينرال"، أو ما يطلقه البعض من أقاويل وادعاءات بـ "قطرنة الدولة"، أو "غزوًا قطريًا"، كما يدعي البعض، وأنه على الاتجاهات كافة أن ترحب بالإقبال القطري المصرفي، وأية استثمارات من جانبه، لأنها تعد إضافة للسوق، وتدعم أواصر التنافسية في تقديم الخدمات، والتوسع من خلال أحد البنوك الكبرى في السوق "الأهلي سوسيتيه جينرال"، ويمتلك حصة لا يستهان بها في السوق. أضاف الزاهد أن الحصص السوقية للبنوك العاملة في مصر لن تتأثر بمنافسة البنك الوطني القطري، بل بالعكس فإنها ستعمل على ازدياد حدة المنافسة، وطرح برامج وخدمات جديدة تهدف في النهاية لخدمة العملاء، وستصب في صالحهم. وفي السياق نفسه، قال رئيس بنك استثمارى خاص لـ "مصر اليوم" إن دخول البنك الوطني القطري للسوق المصرية يثقلها بخبرة مصرفية ومالية كبرى في المنطقة، لافتًا إلى أنه لن يكون هناك تأثير على حصص البنوك الأخرى في السوق، كونه منافسًا قويًا خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن سياسة البنك لم تتحدد بعد بشأن التوغل والتوسع في السوق المصرية، من خلال زيادة عدد فروع البنك، أو تقديم خدمات أخرى، ولم يتحدد بعد ما إذا كان سيتحول إلى النظام الإسلامي كاملاً أم جزئيًا بعد، وفي كلتا الحالتين سيضيف للسوق، من خلال إثراء المنافسة بين البنوك فى طرح خدمات ومنتجات مصرفية أفضل، موضحًا أنه ليس هناك ما يؤدي إلى القلق أو التخوف من هذه الصفقة. من جانبه قال رئيس بنك حكومي إن البنك الوطني القطري يعتبر منافسًا شرسًا، ولا يستهان به، وبدخوله السوق من خلال استحواذه على "الأهلي سوسيتيه جينرال" تنبئ بنية البنك للتوغل والتوسع في السوق، وهذا قد يؤدي إلى منافسة شرسة بين البنوك من أجل البقاء.  وأضاف أن إنهاء الصفقة في ذلك الوقت تحديدًا ستجعل الموقف أصعب للبنوك المصرية في السوق، لا سيما البنوك الأصغر في الحصة السوقية، والتي ستواجه عبء منافسة مع أحد أكبر البنوك العملاقة في المنطقة، في ظل الخبرات المالية والمصرفية المتوافرة لديه، بينما ستقوم البنوك جميعها بأخذ إجراءات تقدمية للحفاظ على حصتها السوقية بعد دخول البنك القطري أرض المعركة.