الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة

نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" اليوم، أحدث حواراته الفكرية عن بُعد، حول تحديات أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19) بدول مجلس التعاون الخليجي، وبحث الآليات التي انتهجتها دول الخليج للتعامل مع هذه الجائحة.

شارك في الحوار كلٌ من الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات"، والدكتور عبدالعزيز بن حمد العويشق، الأمين العام المساعد لمجلس التعاون للشؤون السياسية والمفاوضات، والدكتورة ابتسام الكتبي، رئيس مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، والسيد أسامة عبدالله العبسي، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل. وأدار الحوار الدكتور أشرف كشك، مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية بمركز "دراسات".

وفي مستهل الحوار، رحب الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، بالمتحدثين والمشاركين، مؤكداً أهمية هذه الفرصة في تناول وتحليل المحاور الخاصة بتداعيات هذا الوباء العالمي، بهدف الوقوف على تأثيراته ومتطلباته الآنية والمستقبلية، متمنياً للمتحدثين التوفيق في إثراء النقاش.

بعد ذلك قام الدكتور أشرف كشك، بعرضٍ موجز لبدء وتطور انتشار جائحة كورونا منذ أواخر العام الماضي، ومستويات وأطوار الاستجابة الفردية والجماعية على مستوى الدول والمنظمات المعنية حول العالم، بدءاً من رصد الفيروس في تطوره كوباءٍ محلي ثم إقليمي، وصولاً لتصنيفه جائحة عالمية.

بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالعزيز العويشق، عما أنتجته جائحة كورونا من أزمات وتحديات على مختلف الأصعدة والمستويات في آنٍ واحد. وأشار بوجه الخصوص الى التحديات الاقتصادية، مبيناً أن هناك أكثر من 30 لجنة وزارية مشتركة بين دول مجلس التعاون عقدت سلسلة اجتماعات في الفترة الأخيرة، لمناقشة تداعيات جائحة كورونا على مختلف القطاعات ووضع الحلول المناسبة للحد من تأثيراتها.

من جانبها، أكدت  الدكتورة ابتسام الكتبي، على أهمية أن التفكير  الاستراتيجي مع جائحة كورونا وتأثيراتها على مختلف القطاعات والتعامل معها بشكل تكتيكي.
 
وأضافت: إن دول الخليج نجحت في الإدارة الإعلامية لمستجدات الأزمة ومتطلبات مواجهتها، والتوعية بإجراءات الحظر ومتطلبات السلامة، والتباعد الاجتماعي ومراحل الإغلاق، ومكافحة الإشاعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. مبينة أن وسائل الإعلام والنخب الوطنية، وشركات الاتصال الحكومية، قامت بأداء دور قوي مساند للاستجابة والوقاية. وأوضحت أن الأزمة شهدت توظيف دولة الإمارات العربية المتحدة، لبنيتها التحتية الرقمية المتقدمة، نحو مزيد من الرقمنة في القطاعين الصحي والتعليمي.

بدوره، تناول السيد أسامة العبسي تجربة مملكة البحرين في تنظيم أوضاع العمالة الأجنبية، باعتبارها دولة متوسطة من حيث تعداد أفراد هذه العمالة، وتحدث السيد أسامة العبسي عن نقاط قوة أتيحت لمملكة البحرين في التصدي للجائحة، بقيادة  صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ومنها  تفعيل قرارات اقتصادية وتجارية وصحية مسبقة، بجانب آليات كصندوق التأمين ضد التعطل الذي تأسس منذ عشر سنوات، وأسهم في الحفاظ على وظائف المواطنين في القطاع الخاص دون الحاجة لإرهاق الميزانية العامة للدولة أو السحب من استثماراتها الاستراتيجية.

وأضاف: إن مملكة البحرين سعت للوصول إلى معظم المواطنين والمقيمين من أجل الفحص، واستطاعت فحص قرابة ثلث السكان، بهدف عزل الحالات ومعالجتها قبل ظهور الأعراض، ما أسفر عن نسبة وفيات متدنية بلغت حوالي 0.3 %، نظراً لكون الأرقام تعكس المعرفة المسبقة بالحالات وليس انتشارها.  مبينا أن مملكة البحرين استفادت من قرب المسافات في سرعة الوصول إلى الحالات المصابة ورعايتها، رغم مواجهتها لنفس التحديات التي واجهتها سائر دول مجلس التعاون. كما أطلقت مبادرة محلية لتصنيع أجهزة التنفس والأقنعة، منها نجاح فريق هندسي من حلبة البحرين الدولية لسباقات السيارات في تصميم وصناعة جهاز تنفسي، بالإضافة إلى كفاءة وطنية وروح تطوعية لمواجهة الأزمة.

هذا وشهد الحوار مناقشة خيارات المضي قدماً في الدروس المستفادة والاستعداد المستقبلي للأزمات المماثلة.

جدير بالذكر أن مركز "دراسات" يتيح للراغبين إمكانية مشاهدة النقاش، عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالمركز.  

قد يهمك ايضا :

وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية يعقد اجتماعًا مع رئيس لجنة الدفاع بمجلس العموم البريطاني

عبدالله بن أحمد يؤكد البحرين نموذج متطور وناجح في الإصلاح المتجدد