العين ـ صوت الإمارات
يقيم متحف العين الوطني، التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، على مسرح بلدية العين، ثاني محاضرات سلسلة برنامج «قهوة الصباح»، في العاشرة صباح غدٍ/ الأربعاء 27 سبتمبر الحالي، تحت عنوان» لماذا دراسة الماضي مهمة؟»، يلقيها الدكتور مارك بيتش رئيس قسم التراث الساحلي وعلم الحفريات في الدائرة.
وسيأخذ بيتش الحضور في رحلة إلى 65 مليون سنة مضت، عندما انقرضت الديناصورات، وكانت الإمارات وقتها تحت البحر، وسيشرح كيفية تكون التضاريس الجغرافية في الدولة.
وتعد الرواسب الجيولوجية في منطقة الظفرة بأبوظبي أفضل دليل في شبه الجزيرة العربية على الحياة خلال العصر الميوسيني المتأخر، ما بين 6-8 مليون سنة مضت، حيث كانت صحراء الجزيرة العربية خضراء، واليوم يمكننا أن نجد مجموعة كبيرة من الحيوانات والنباتات المتحجرة التي كانت قد عاشت ووجدت هناك. وهذا التنوع الكبير في كل شيء من الأصداف إلى التماسيح والقوارض والطيور والقرود وأفراس النهر والفيلة كانت مدعومة بنظام النهر الذي كان يتدفق يوماً ما عبر ما هو معروف الآن بدولة الإمارات، والذي ظل لفترة طويلة قبل أن يجف ويختفي.
وتظهر المحاضرة كيف أن أعداد البشرية التي احتشدت في وقت مبكر استطاعوا أن يكيفوا أنفسهم خلال الفترات المناخية المثالية، وقد تمكنوا من الانتشار من أفريقيا، وأخيراً من جميع أنحاء العالم.
وسيناقش بيتش بعض الأدلة المتعلقة بالسكان في أبوظبي لإظهار كيف بدأ علماء الآثار في الجمع بين ثقافة ومجتمع أسلاف ما قبل التاريخ، كما سيعرض نتائج الحفريات الأثرية الأخيرة في جزيرة مروح لتوفير رؤية عن سكان أبوظبي القدامى. وبالإضافة إلى عمله رئيساً للتراث الساحلي والحفريات في دائرة الثقافة والسياحة، شارك بيتش في أعمال التنقيب ومسح عدد من الجزر الأثرية في إمارة أبوظبي، ويعتبر من كبار علماء الآثار المقيمين في الدولة، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من المملكة المتحدة.
جدير بالذكر، أن برنامج «قهوة الصباح»، يقدم صيغة جديدة تُعنى بالعديد من المواضيع الثقافية التي تهم فئات مختلفة من المجتمع، ويشارك فيه نخبة من المثقفين المتخصصين، لطرح تجاربهم واهتماماتهم وأبحاثهم، لنشر المعرفة في إطار علمي مبسط. وتتعدد المواضيع المطروحة التي يسعى البرنامج من خلالها للوصول إلى العديد من شرائح المجتمع، ليساهم في نشر المعارف والحفاظ على الموروث الثقافي للدولة.