منحت لجنة تحكيم مهرجان الكاميرا العربية في روتردام الهولندية أمس الأحد جائزة مسابقة الشعب يريد لفيلم 'هدية صباح السبت' للمخرج السوري الشاب باسل شحادة الذي قُتل أثناء تصوير أحداث الثورة السورية. وبينت لجنة التحكيم في مهرجان الكاميرا العربية المكونة من المخرج السوري أسامة محمد والفنانة فدوى سليمان والمخرجة الهولندية أينك سميتس أنها استندت في منحها المخرج الراحل باسل شحادة عن فيلم 'هدية صباح السبت' للتميز الذي بدى في فيلمه من بعد سينمائي، وما انفرد به من قوة للقصة والصورة معا، وبينت اللجنة في ختام المهرجان أن الفيلم يعد تنبؤًا سينمائيا نادرا. وقد اختتم المهرجان أعماله التي امتدت خمسة أيام من 28 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2012. عرض فيه أكثر من 80 فيلما من 24 دولة وبمشاركة بارزة لمخرجين وفنانين شبان ونساء، وتركزت محاوره وورشات عمله على كسر النمط التقليدي في السينما وقضايا المرأة والأقليات في العالم العربي والشباب والثورات. 'هدية صباح السبت' هو فيلم روائي قصير تم إنجازه قبل الثورة السورية بقليل، يتطرق مخرجه في أربع دقائق إلى قصة طفل صغير تعود التمتع بعطلة آخر الأسبوع يوم السبت ككل طفل سوري، إلى أن أصابت قنبلة بيته وهو مسترخٍ، نجا من الحادث بأعجوبة، هذا التفجير ترك أثره النفسي على الطفل وشتت أحلامه، وتحول يوم العطلة عنده بعد ذلك إلى كابوس لا يتمنى أن يعيشه من جديد. والفائز بالجائزة هو باسل شحادة، سينمائي سوري شاب، ومهندس في المعلوماتية وواحد من أبرز الناشطين في الانتفاضة السورية. قتل في حمص أثناء تصويره أحد الوقائع في المدينة في مايو/حزيران 2012. وأعلنت إدارة المهرجان عن تكريمها شهيد الكاميرا باسل شحادة من خلال ربط اسمه بجائزة 'الشعب يريد'. وقال الممثل السوري فارس الحلو الذي تسلم الجائزة عوضًا عن أهل الفقيد إن هذا شرف للسينما العربية، ودعا في كلمة له في ختام المهرجان أن تثور الصورة على واقعها كما ثارت الشعوب. وحول موقع السينما من واقعها ومدى ارتباطها بالحياة، أوضحت الممثلة فدوى سليمان عضو لجنة التحكيم في المهرجان للجزيرة نت أن السينما بشقيها الوثائقي والروائي تشهد نقلة نوعية تحتاج من أصحاب الاختصاص لاستيعابها، قائلة 'نحن ندرك اليوم أن تكون الكاميرا التي أصبحت الشاهد والمتظاهر والشهيد في آن واحد تحاول أن تأخذ موقعها الطبيعي، وتوثق لمرحلة جديدة بأسلوب جديد وبجيل جديد'. وبين روش عبد الفتاح في اختتام المهرجان أن اسم هذا المهرجان 'الكاميرا العربية' وتسمية الجائزة 'الشعب يريد' يعد خطوةً في سباق تطور السينما، مؤكدا أنه سيكون للشباب دور أكثر فاعلية في المهرجانات القادمة، مشددا على أنه حان الوقت للمهرجانات أن تقرأ المعطيات الجديدة في صناعة السينما. وتنافس على نيل جائزة المهرجان الوحيدة إلى جانب فيلم 'هدية صباح السبت' ثلاثة أفلام أخرى، هي: بون الحرية -شوارع الموت- للمخرجين المصريين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح، ثم الفيلم السوري اللجاة -أيام مع الجيش السوري الحرّ-، وفيلم ذكريات على الحاجز للسينمائي الشهيد ' تامر العوام'.