مدريد ـ وكالات
ظهرت محاولة بيع جدارية رسمها فنان الغرافيتي بانكسي بعد انتزاعها من احد شوارع لندن في صالة مزادات ميامي ان رسوم الغرافيتي لم يعد ينظر إليها على انها تشويه للمدن. ولكن الاستعانة برسامي الغرافيتي في تزيين جدران الكنائس وقبابها ليس بالامر الذائع.ويتمتع راؤول سانشيز اراك، فنان الغرافيتي الاسباني، بمهارات عديدة في العمل تضمنت انتاج العديد من الرسوم الجدارية التي استخدم في رسمها رش الطلاء، غير ان المفاجأة حدثت عندما التقى بقس في كنيسة سانتا ايولايلا على مقربة من برشلونة.واصبح السؤال هل يستطيع اراك وزميله رودي تزيين كنيسة بطراز رومانسكي باسلوب جديد؟ لاسيما القبة الواقعة فوق المذبح الرئيسي؟تفتقر هذه الكنيسة، كحال الكثير من الكنائس الكاتالونية، الى النقوش، فجدرانها مطلية بألوان محايدة، وتماثيل المسيح والعذراء القديسيين داخلها تتميز ببساطتها.ومن اجل تعويض ذلك قرر الاب رامون بور اكساب القبة الرئيسية للكنيسة بعض الاختلافات.ستخدم فنانو الغرافيتي ألوانا زاهيو لتزيين الكنيسةوقال الاب بور "قلت اننا بحاجة الى ابراز ألوان رصينة، لكنهم قالوا لي دعنا نجرب الالوان الزاهية وان لم تعجبك، فسوف نزيلها."استغرق الامر من فناني الغرافيتي عشرة ايام وقضاء ليلة كاملة للانتهاء من عملهم قبل مراسم زفاف في الكنيسة.وجاءت قبة العمل زاخرة بروعة الالوان، مع ثراء في انتشار اللون الازرق والاحمر والاخضر.واكتسب اسلوب الرسوم الطراز الرومانسكي مع تجسيد رسوم ثنائية الابعاد للقديس ايولايلا والعذراء مريم والمسيح طفلا ومحفل للمصلين.وقال الاب بور "كان لابد لهم قبل بدء العمل زيارة متحف برشلونة لدراسة الطراز الرومانسكي، وهو طراز اهتم به، ففعلوا ودرسوا وقرأوا بعض الكتب عنه."وبالتدقيق في الشخصيات التي جاءت مجسدة لرسوم محفل المصلين سنجد سيدة مسنة تعطي طفلا صغيرا كستبانا للحياكة، هذه السيدة هي جدة الفنان اراك، حيث كانت خياطة ماهرة، قال انها شفيت بمعجزة من مرض قاتل اصاب النخاع الشوكي في خمسينيات القرن الماضي.قال الاب بور انه سعيد بتنفيذ الفنانين للعملوأكد اراك انه ليس متدينا بالمعني التقليدي للكلمة، لكنه لا يفكر في الامر، واضاف "حتى ان كنت لا تؤمن بالله، يمكنك ان تؤمن بالنوايا الحسنة لدى الناس."وقال الاب بور انه سعيد بتنفيذ الفنانين للعمل، وانه يفكر في ان يعطي لاراك ورودي ورسوماتهما مساحة لتزيين كنيسته التي تعود بعض اجزاء فيها الى العصور الوسطى وبعضها لعام 1957، بل والاقدام على عمل اي شئ ييفضي الى اجتذاب الناس الى كنيسته.