كاسل ـ أ.ف.ب
لطالما اعتبر متنزه بيرغبارك فيليلمشوه في ألمانيا الذي يتميز بتمثال لهرقل وشلال ضخم وحدائقه الورمنسية قصره موقعا خلابا يخطف الانفاس بتفاصيله الهندسية الباروكية... والشهر الماضي، ادرجته اليونسكو في لائحة التراث العالمي ويشعر السكان المحليون بسعادة كبيرة لأن المتنزه الأكبر في أوروبا والذي يضم شلالات أقرب الى الخيال وبركا معزولة وجسورا مخبأة أدرج في قائمة المواقع الثقافية الأولى في العالم، ويستعدون لتدفق عدد كبير من السياح في الصيفوأبصر المتنزه الذي يعتبر رمز مدينة كاسل قبل أكثر من 300 سنة بمبادرة من الأمير كارل في وقت كان الأمراء المحليون يتنافسون فيه على بناء قصور ومتنزهات فاخرة ويعتبر متنزه بيرغبارك فيليلمشوه جوهرة عائدة الى حقبة الاستبداد ودليلا على سيطرة الانسان على الطبيعة وتحفة هندسية مائية تدور شلالاتها كل أربعاء وأحد من أيار/مايو الى تشرين الاول/اكتوبر وعندما يبدأ العرض، ينزل 750 ألف لتر من الماء في الشلال الكبير الذي يمتد على 350 مترا ويعبر مجموعة من القنوات والمنحدرات النهرية والشلالات ويصب أخيرا في بحيرة يطل عليها قصر وتزين الوسط نافورة كبيرة يبلغ ارتفاعها 50 مترا وكانت، عند بنائها، النافورة الأعلى في العالم ويقول مدير متنزهات ومتاحف كاسل، بيرند كويستر، ان "هذه النافورة لا تعتمد على أي آلة، ودفق المياه يتم طبيعيا من خلال الضغط المائي" وادرجت اليونسكو بيرغبارك فيليلمشوه في لائحة التراث العالمي في 23 حزيران/يونيو، الى جانب بركان جبل إتنا في صقلية وجبل فوجي في اليابان. وقد انتظرت المدينة منذ مدة طويلة هذه اللحظة التي عادت بالنفع عليها بسرعة فيقول سونيا توبور التي تعمل في مكتب المعلومات السياحية في كاسل "تلقينا عددا أكبر من الاتصالات بهدف الاستعلام عن المتنزه، ويريد عدد أكبر من الناس تمضية الليلة هنا لاكتشاف بيرغبارك" بدأ العمل بالمتنزه الذي يمتد على 550 هكتارا سنة 1689 بفضل مجهود الأمير كارل وورثته الذين أضافوا المتنزه السفلي وبنوا قصر فيليلمشوه في القرن الثامن عشر ويقول زائر ألماني يبلغ من العمر 43 عاما "هذا العرض محفور في ذاكرتي، ولقد أردت العودة مع ابنتي كي تشاهده بدورها" ويقول رئيس بلدية كاسل ان ادراج اليونسكو المتنزه في لائحتها هو "الاعتراف المطلق" بقيمته. ونشرت ملصقات في المدينة احتفالا بهذا الحدث الذي تأمل كاسل أن يؤمن لها مكانا على لائحة عجائب الدنيا ويستضيف المتنزه عددا كبيرا من السياح، خصوصا من آسيا، وقد زاره 800 الف شخص سنة 2012 ويتوقع رئيس البلدية ان يرتفع عدد الزائرين السنوي بنسبة 10 % بفضل اعتراف اليونسكو بالمتنزه ويقول بيرند كويستر ان "المتنزه بات يلقى احتراما أكبر وتغيرت نظرة الناس إليه"، مضيفا بابتسامة أنه "أصبح أشبه بمكان مقدس".