الدوحه - قنا
أكد سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث اهتمام دولة قطر واستمرار جهودها في خدمة ذوي الإعاقة السمعية وتأمين حقوقهم والعمل على تأهيلهم عمليا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا بما يضمن لهم العيش الكريم وفرص العمل الملائمة لقدراتهم وإمكانياتهم. وقال سعادته خلال افتتاح أعمال المنتدى الدولي الأول للصم المسلمين الذي ينظمه المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم بالتعاون مع منظمة الصم المسلمين العالمية وبمشاركة أكثر من 700 مشارك يمثلون 48 دولة : إن هذا المنتدى الذي يعقد في قطر لأول مرة يأتي في إطار اهتمام الدولة بالتنمية البشرية للانطلاق نحو تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية 2030 بما يحقق تطلعات وطموحات هذه الفئات وذلك من خلال تعزيز التعاون بين الجهات المعنية بهذا الشأن محليا وإقليميا ودوليا ومن بينها مركز قطر الاجتماعي والثقافي للصم ومنظمة الصم المسلمين. وأضاف أن أهمية المنتدى تنبع من كونه جاء تلبية لرغبة الصم في دولة قطر وبطلب من الصم في العالم متمثلا في الإسلامية للصم المسلمين، لكي يبرهن وبصورة ساطعة عن ما تمثله قطر كنموذج يحتذى في اهتمام الدولة بهذه الفئة وتصدرها الريادة في العمل الإنساني، ليس فقط محليا وإنما يمتد ليشمل الصم المسلمين في كافة أرجاء العالم. وأشار الدكتور الكواري إلى حرص دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة على توثيق الشراكة مع المنظمات العاملة في مجال الإعاقة من أجل تعاون مثمر. ومن جانبه قال السيد علي عبيد السناري رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم إن انطلاقة المنتدى جاءت لإيمان الجميع بأهمية هذه الملتقيات والتجمعات في تقريب الثقافات والتعرف والانفتاح على الآخرين في جو تسوده قيم التسامح والمساواة، مشيرا إلى أن المنتدى يهدف لتبادل الخبرات والتعرف على تجارب الصم المسلمين في كافة أرجاء العالم ليكون المنتدى الدولي الأول للصم تحت شعار "معا نتحاور نرتقي". وأضاف أن المنتدى يسلط الضوء على قضايا الصم المختلفة من خلال التواجد الجيد للدول المشاركة بفعاليات النسخة الأولى من المنتدى، بجانب مبادرة المركز القطري الثقافي في التعرف على القاموس الإشاري الإسلامي، الذي أنجزه المركز مؤخرا، مؤكدا ضرورة التلاحم بين الصم المسلمين وغير المسلمين في كافة المجالات المطلوبة للارتقاء بالتوعية التثقيفية والعمل على التنوع في أخذ هذه الثقافات وأهميتها في خلق روح من الاندماج وتحقيق العدل والمساواة وفق الحقوق التي وفرتها لهم القوانين المحلية وحقوق الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأوضح أن المنتدى يناقش قضايا وعلوم إسلامية ومنها الفقه والحديث والتفسير وكيف تصل إلى الصم وخاصة المسلمين المقيمين في بلاد غير إسلامية، فضلا عن كون المنتدى فرصة لمناقشة القاموس الإسلامي للصم. أهمية المنتدى في مناقشة التحديات التي قد تواجه المسلمين الصم فيما يتعلق بالوصول إلى العلوم الإسلامية وفي كلمة له، أكد السيد ناشيرو عبداللاي رئيس المنظمة العالمية للصم المسلمين أهمية المنتدى في مناقشة التحديات التي قد تواجه المسلمين الصم خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى العلوم الإسلامية، لأن المعلومات المتعلقة بالإسلام نادرا ما تتوفر بلغة الإشارة مما يجعل عملية تثقيف المسلمين الصم عن الإسلام والوصول إلى المعلومات لأغراض بحثية أمرا ليس باليسير، مشيدا في هذا الصدد بإنجاز المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم بالقاموس الإشاري الإسلامي للصم، متوجها بالشكر في كلمته لدولة قطر على رعايتها لهذا المنتدى الذي يهم هذه الفئة من المسلمين حول العالم. وقد تم عرض فيلم وثائقي عن مراحل إنجاز القاموس الإسلامي للصم، كما تم تكريم الجهات الراعية للمنتدى خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى. وقد بدأت أعمال المنتدى بمناقشة موضوع المحور الأول وهو "آليات تعليم الصم تعاليم دينهم الإسلامي وسنة نبيهم، ودور الأئمة والمؤسسات الحكومية والأهلية حيث قدم الشيخ شاكر السيد من مركز دار الهجرة بالولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل بعنوان: "تحديات الدمج للصم المسلمين ودور الأئمة"، وقدم الداعية الأصم عبدالمعنم السلطان من المملكة العربية السعودية ورقة بحثية بعنوان "الدعاة الصم ودورهم في التوعية الدينية"، وعرض محمد سازالي الرئيس التنفيذي للاتحاد الماليزي للصم ورقة بعنوان "الجهود المقدمة للصم المسلمين في ماليزيا وما بعدها"، فيما تحدث كل من شيرين حسين ومهند عبدالعزيز من جمعية أنا إنسان من الأردن عن دور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في تعليم الأشخاص الصم دينهم الإسلامي وسنة نبيهم.