ابوظبى - وام
اختتمت، أمس، الجولة الأخيرة لجولات لجنة تحكيم برنامج شاعر المليون الموسم السادس 2013-2014 فى أبو ظبى، حيث شهد مسرح شاطئ الراحة إقبالاً منقطع النظير خلال أيام الجولة وقد أشادت لجنة التحكيم بالمستوى المتميز للمتقدمين الذين تمكنوا عبر متابعة البرنامج من امتلاك النقد الذاتى وكتابة شعر خالٍ من الأخطاء التى تكرر بعضها فى المواسم السابقة.وبحسب تصريح لبدر صفوق، عضو اللجنة الاستشارية لشاعر المليون، فقد تنوعت جنسيات الشعراء المتقدمين لتشمل دولا عربية عدّة مثل السعودية وقطر واليمن والعراق ومصر والسودان وموريتانيا وليبيا وفلسطين، وشعراء من دول غير عربية أيضاً كأمريكا وألمانيا ونيوزيلندا.وبيّن صفوق، أنّ ما ساعد المشاركين المتواجدين فى بلاد الاغتراب على كتابة الشعر النبطى المتابعة الحثيثة لجميع حلقات البرنامج بكل مواسمه السابقة، الأمر الذى منحهم مقدرة كبيرة على كتابة الشعر الشعبى الجيد حتى أن بعضهم حصل على الإجازة خلال هذه الجولة. وأوضح صفوق، أن وصول البرنامج للمغتربين والتأثير فيهم وجعلهم يعودون إلى جذورهم هو إنجاز ضخم للبرنامج ساعد عليه تتالى مواسمه.كما أشاد السيد بدر بالحضور الملحوظ والراقى للشاعرات مؤكدا أن الشعر لا يعترف بالجنس، وإنما هو حالة إبداعية يمكن للمرأة أن تثبت مقدرتها على الخوض فيها، حيث كانت هناك مشاركة لشاعرات من مختلف الدول كالإمارات وسوريا وفلسطين والأردن والسودان.إن القناعة التى امتلكتها الشاعرة الإمارتية عبير البريكى، إحدى المشاركات فى جولة أبوظبى بأن الشعر ليس وقفا ً على الرجال وحسب بل هو إبداع فكرى ينتج عن المرأة والرجل على حد سواء، جعلتها تمتلك الجرأة وتخوض غمار المسابقة مع زوجها الذى شجعها وقدم لها العون اللازم متحدياً بذلك الأعراف البالية والآراء السلبية التى قد توجه له. وبحسب ما قالت الشاعرة، فإنّ التعليقات السلبية بدأت تردها عقب مشاركتها وإيجازها لمراحل قادمة من قبل اللجنة التى أبدت رضاها الكامل عمّا قدمته من الشعر، فكتبت فى رد لها على على تويتر" إن الأعراف البالية يقدسها البعض ويقدمها حتى على الدين فتعكس ظلمة العقول وفساد السرائر".ومن السعودية كان هناك الشاعر فيصل العنزى الذى يرى بأن شاعر المليون هو المكان الأنسب ليعرض فيه نتاجه الشعرى الذى بقى محتفظا به فترة طويلة ويأمل أن يكون له نصيب ليصبح من ضمن الشعراء المعروفين فى الساحة، فهو يجد أن هذا البرنامج متفرد ويميز الغث من السمين ومتابع بشكل كبير ويعتبر قبلة الشعر، كما يمتلك لجنة ترفض المحاباة وتقف بحزم وقوة فى وجه المتجرئين على الشعر. ولأن جولة أبوظبى تعتبر فرصة لمن فاتتهم الجولات السابقة كان هناك شعراء من الكويت كالشاعر حمد المسرع الذى قصد أبوظبى ليشارك فى هذا البرنامج، وفقا لما قاله فإن الشهرة التى اكتسبها البرنامج والهالة الإعلامية التى أحاطت به بسبب ما قدمه من خدمة للشعر والتراث والمحافظة عليه، جعلته وشعراء من دول كثيرة حتى من المغرب وبلاد الشام يسارعون لتقديم أجود ما لديهم من الشعر النبطى حتى يتمكنوا من الوصول للمراحل النهائية. وأوضح السيد مسرع أن الإقبال الذى شاهده هو أمر متوقع لا سيما أن عامين مضوا على الموسم السابق أصبح فيها الشعراء متعطشون ليحضروا ويشاركوا ويتركوا بصمتهم ويثبتوا وجودهم. كما لوحظ أيضاً تواجد لشعراء المواسم السابقة كالشاعر العمانى فيصل الفارسى من الموسم السابق الذى أراد أن يعيش أجواء قد اختبرها وبعثت فيه سعادة لا توصف، إضافة إلى رغبته فى مساندة وتشجيع أصدقائه للمشاركة بهذا الحدث الشعرى الذى وصفه بأنه أقوى ما حدث له فى مسيرته الشعرية، وكان له الفضل فى تعريف شريحة كبيرة من الناس به وجعله شاعراً مشهوراً يتلقى دعوات للمشاركة فى ملتقيات ومهرجانات وفعاليات ثقافية كثيرة، وأضاف الفارسى "شاعر المليون طموح كل شاعر فهو يختصر مسيرة سنين ويوصل الشاعر إلى الناس فى فترة قصيرة". وتأتى هذه الجولة كختام للجولة التحكيمية التى طافت عدة بلدان بدءاً بالأردن مرورا بالبحرين ثم الكويت وصولاً فى نهاية المطاف إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التى تحتفظ ببيرق الشعر حالياً بعد فوز شاعرها راشد أحمد الرميثى بلقب شاعر المليون للموسم الخامس 2011-2012، ومن المتوقع أن يتم بث حلقات تسجيلية عن هذه الجولات نهاية شهر ديسمبر الحالى.استطاعت مسابقة شاعر المليون التى أصبح ينتظر شعراء النبط انطلاقتها بشغف مرّة كل عامين تغيير خارطة الشعرى النبطى وإعادة فرز الساحة الشعرية وترتيبها وإنصافها، وأصبح شاعر المليون هو المقياس الحقيقى لشاعريّة الشاعر ومدى قبوله لدى الجمهور، لأنّ المقياس فى البرنامج اعتمد على ساحة مفتوحة ومنافسة شريفة ولجنة تحكيم منصفة وجمهور يتمتّع بذائقة وحسّ فنّى كبير، إضافة إلى الشفافيّة والمصداقيّة فى الطرح والأداء، وحاز دون منازع على أكبر متابعة جماهيرية لفعالية شعرية على مستوى المنطقة والعالم.