عمان ـ بترا
دعا المشاركون في ختام الموسم الثقافي الـ31 لمجمع اللغة العربية الأردني الذي استمر يومين تحت عنوان "مؤتمر لغة الخطاب في العصر الحديث: المشكلة والحل" ،إلى وضع استراتيجية وطنية وقومية لتخطيط لغوي شامل لنظامنا التعليمي والأكاديمي والثقافي والإعلامي والاجتماعي للنهوضَ بلغة الخطاب العربي. وأكد المشاركون في ختام المؤتمر امس إلى عقد مؤتمرات وتنظيم لقاءات متخصصة على مختلف المستويات للعمل على وجود فكر أدبي نقدي منهجي يواكب الحركة الأدبية والمذاهب النقدية السائدة. وحثوا وسائل الإعلام على الإسهام الفاعل في الارتقاء بلغة الخطاب من خلال اللجوء إلى التعبيرات المباشرة السهلة، والاهتمام بإثراء مفردات اللغة العربية بما يستجد يومياً من خلال المعالجات الإعلامية سواء في عملية التعريب أو الترجمة السريعة للأخبار، والحرص على تقديم التقارير المرافقة للنشرات الإخبارية بلغة عربية فصيحة. وأكدوا على الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي ذات الأثر الفعال في الطبقات الاجتماعية حتى تعمل على تقديم صورة مشرقة للغة ونشرها بالأداء الحسن بالاستخدام اللغوي السليم. وشددوا على ضرورة رفع شأن اللغة وتنميتها في الخطاب الثقافي، من خلال بناء سياسة لغوية قادرة على جعل اللغة هي العنصر الأول في النسج الثقافي والاجتماعي والسياسي والعلمي لدى كل المتعاملين باللغة، والعمل على تقديم اللغة بصورة حيّة مشرقة تتلاءم وقدرات اللغة المعروفة. ودعوا إلى تأليف المعاجم المتخصصة بالحقول المعرفية المختلفة لألفاظ الخطاب الفني ومصطلحاته. ودعوا على إعداد دراسات علمية، وتوجيه الباحثين إليها، في موضوع الخطاب القرآني، وأثره الكبير في وضع شأن اللغة. ووضع استراتيجية وطنية متكاملة لبرنامج وطني للترجمة من العربية وإليها لما في ذلك من إغناءٍ للغة العربية، وتيسيرِ سبل الإفادة مما ينتجه الآخرون في حقول المعرفة المتعددة. وأكد المشاركون أن الخطاب السياسي العربي ذو أهمية كبيرة في دعم اللغة وتقديمها للناس وذلك بالحرص على استخدامها، والاعتزاز بها، والإفادة من التجارب التاريخية في اهتمام الأفراد والمسؤولين بها. ودعوا إلى مراجعة شاملة للغة الخطاب الدعوي المعاصر وتحديد جوانب القصور والنقص التي تعتريه. وكانت عقدت في اليوم الأخير جلسات عمل حيث شارك في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد عدنان البخيت ، الدكتور عمر القيام من جامعة العلوم الإسلامية العالمية في بحث بعنوان "اللغة في الخطاب الأدبي"، وتناول الدكتور عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني من الجامعة الأردنية "الخصائص العامة للغة الخطاب الدعوي"، واختتم الدكتور رائد جميل عكاشة المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي هذه الجلسة ببحث حمل عنوان "اللغة في الخطاب الثقافي". الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتورة سرى سبع العيش ألقيت فيها ثلاثة أبحاث؛ الأول للدكتور تيسير أبو عرجة من جامعة البترا، تناول فيه "اللغة العربية في الخطاب الإعلامي" والبحث الثاني بهذه الجلسة ألقاه الدكتور إدهام محمد حنش عميد كلية الفنون والعمارة الاسلامية/ جامعة العلوم الإسلامية العالمية وجاء بعنوان "لغة الخطاب الفني: المصطلح والمعجم (الفنون التشكيلية والإسلامية مثالاً)"، واختتم الجلسة الدكتور محمد الحوراني من جامعة اليرموك ببحث "لغة الخطاب في علم الاجتماع المعاصر: خطوط التصدع واضطرابات المعنى. الجلسة العلمية الأخيرة ترأسها الدكتور عبدالجليل عبد المهدي، ألقى فيها الدكتور وليد عبدالحي من جامعة اليرموك بحثا بعنوان "المفاهيم السياسية في الخطاب السياسي العربي المعاصر بين المعنى اللغوي والمعنى الإجرائي".