واشنطن ـ مصر اليوم
بدأت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر رحلة جديدة في دور السينما، إذ تشارك بفيلها الجديد "لمّا شفتك" في مهرجان الأفلام في واشنطن الذي تعرض فيه العديد من الأفلام العالمية كلّ عام. وتدور أحداث الفيلم عن اللاجئين الفلسطينيين عام 1967 عبر قصة طارق وهو طفل في العاشرة من عمره يرفض اللجوء ويحلم بالعودة إلى بيته وسريره ومدرسته في قريته بيت نوبا قرب الرملة التي نزح منها مع والدته. ويشترك اللاجئون الفلسطينيون في المعاناة وفقدان الأرض والبيت والأحبّة، لكن حياة اللجوء تختلف من فلسطيني لآخر، ويكبر الحلم بالعودة لدى البعض فيما تستمر الحياة لدى البعض الآخر. ويتحدث الفلسطينيون كثيرا عن معاناة اللجوء والحرمان من الوطن في عام 1948، لكن القليل منهم يتحدثون عن اللاجئين ما بعد عام 1967، ومن هنا نبعت الفكرة لدى المخرجة الفلسطينية جاسر لكتابة وإخراج فيلم "لمّا شفتك".وقالت جاسر، التي حقق فيلمها "ملح هذا البحر" نجاحات كبيرة في عام 2008 وحصد جوائز عديدة لـ"راديو سوا" "كنت أحب أن أعمل فيلما عن الستينات وهي فترة كثير مهمة عندنا، وحبيت أعمل شيئا خصوصا عن الـ67 وبعد الـ67، لأنه صحيح كان هناك نكسة لكن في نفس الوقت كان هناك في كثير أمل بالعالم كله والفلسطينيين والعرب كانوا جزء من هذا الأمل". وترصد جاسر في فيلمها حياة الشقاء في مخيمات اللجوء، والفوضى التي فرّقت أسرة طارق، الذي يلعب دوره الطفل محمود عسفا عن والده، فيما تكافح الوالدة غيداء، التي قامت بتمثيل دورها ربا بلال، من أجل البقاء في المخيم. واستعرضت المخرجة الفلسطينية في الفيلم أجواء معسكر لتدريب الفدائيين قرب المخيم، يقرر طارق الالتحاق به سعيا للعودة إلى قريته. وشددت شيرين غريب مديرة المهرجان، الذي يحضره نحو 20 ألف شخص كل عامّ، على أهمية عرض هذه الأفلام على الجمهور الأميركي. وقالت لـ"راديو سوا" "إننا في قلب عاصمة الولايات المتحدة، ولذلك لدينا جمهور متنوع، تثير الموضوعات والأفلام العالمية اهتمامه. لدينا جمهور ذو طابع عالمي، ولذلك فهي المدينة المناسبة لإقامة مهرجان الأفلام العالمية" وتابعت "يوجد هنا جمهور يتفاعل مع تلك الأفلام، ليس من الجالية العربية فحسب لكنه من الأميركيين المهتمين بالعالم العربي كذلك، فهم يريدون رؤية الأفلام القادمة من خارج بلدهم". وكما يُقال، فقد وضعت جاسر الملح على جراح الكثير من الفلسطينيين في فيلم "لمّا شفتك"، ولذلك تفاوتت آراء الجمهور بعد عرض الفيلم. وتشعر جاسر بفخر لأنها تمكنت من عرض حقبة من تاريخ الفلسطينيين بأسلوب فنّي رغم أنه قد يثير الجدل لدى البعض. وقالت في هذا الإطار "أنا مبسوطة لأن الفيلم أعرضه هنا، ولازم أن أعرض أفلامي في كل العالم وليس في أميركا فقط، يشوفها جمهور عالمي، إذا أحبوا الفيلم فذلك أمر جيد وإذا لم يعجبهم فذلك ليس مهما بشكل كبير، لأن إحنا في العالم العربي لازم نعمل أفلاما لنا وليس فقط للجمهور برة". وتترك جاسر نهاية الفيلم مفتوحة دون أن نعرف هل يعود طارق إلى بيت نوبا أم لا، لتتيح للمشاهد نسج النهاية في مخيلته بالطريقة التي يأمل أن تتحقق.