بقلم : جهاد الخازن
قال البهراني:
النحو يصلح من لسان الألكن / والمرء تعظمه إذا لم يلحنِ
فإذا طلبت من العلوم أجلّها / فأجلها منها مقيم الألسن
وقال علي بن بسّام:
رأيت لسان المرء وافد عقله / وعنوانه فانظر بماذا تعنون
فلا تعد إصلاح اللسان فإنه / يخبر عما عنده ويبين
ويعجبني زيّ الفتى وجماله / فيسقط من عيني ساعة يلحن
على أن للأعراب حداً وربما / سمعت من الأعراب ما ليس يحسن
قال المعري:
أين امرؤ القيس والعذارى / إذ مال من تحته الغبيط
له كميتان ذات كأس / تزبد والسابح الربيط
يباكر الصيد بالمذاكي / فينأس الموحش الهبيط
استنبط العرب في الموامي / بعدك واستعرب النبيط
وقال أحدهم:
خذها اليك وصية / لم يوصها قبلي أحد
غراء حاوية خلاصات / المعاني والزبد
نقحتها تنقيح من / مَحَض النصيحة واجتهد
واعمل بما مثلته / عمل اللبيب أخي الرشد
وقال غيره:
ما الدهر إلا الربيع المستنير إذا / أتى الربيع أتاك النَّوْر والنُّور
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة / والنبت فيروز والماء بلور
وقال آخر:
أخو العلم حيّ خالد بعد موته / وأوصاله تحت التراب رميم
وذو الجهل ميت وهو ماشٍ على الثرى / يُظنّ من الأحياء وهو عديم
وقال شاعر:
وكأن محمر الشقيق / إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشرن / على رماح من زبرجد
وقال غيره:
ظللنا عند دار أبي أنيس / بيوم مثل سالفة الذباب
وقال شاعر آخر:
وبدا الصباح كأن غرته / وجه الخليفة حين يُمتدح
وقال الوزير المهلبي:
الشمس من شرقها قد بدت / مشرقة ليس لها حاجب
كأنها بوتقة أحميت / يجول فيها ذهب ذائب
وقال شاعر آخر:
ليل وبدر وغصن / شعر ووجه وقدّ
خمر ودرّ وورد / ريق وثغر وخدّ
وقال أبو البراء الدمشقي:
كأن الدراري والهلال ودارة / حوته وقد زان الثريا التئامها
حباب طفا من حول زورق فضة / بكف فتاة طاف بالرّاح جامها