بدأت مخاوف كبيرة تظهر في السوق السياحي من تأثير أحداث شارع محمد محمود على حركة التدفق السياحي بالأقصر التي بدأت تنتعش في الفترة الأخيرة. وأكد رئيس غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر بالأقصر ثروت عجمي أن هذه  الأحداث  ستؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة للبلاد وتهدد بمزيد من التراجع السياحي وتنذر بعودة أزمة القطاع السياحي التي بدأت في الانفراج مؤخرا.  وتوقع عجمي حدوث إلغاءات للحجوزات السياحية لعشرات الأفواج السياحية الوافدة من الأسواق الأوروبية نتيجة لتجدد الاشتباكات في شارع محمد محمود ومحيط وزارة الداخلية بجانب تصاعد الاحتجاجات الفئوية وقطع ووقف حركة الطرق والقطارات. ومن ناحيته قال مدير إحدى الشركات السياحية عبد القادر العشاوي "إن ما يحدث لا يمكن أن يكون من تدبير هؤلاء الصبية الصغار ولابد أن نبحث عن رأس الأفعى وليس ذنبها، وأرى ضرورة تطبيق القانون بكل حزم  شأننا في ذلك شأن الدول التي تبغي استقرار، ولا أدرى إلى متى سيكون القانون مغيبا ونترك لهؤلاء الصبية التحكم في مستقبل مصر واستقرارها". وقال محمد عثمان- مدير أحد الشركات السياحية- أن أحداث محمد محمود تهدد حالة الرواج السياحي التي بدأت تشهدها الأقصر ومدن مصر السياحية مع بداية الموسم السياحي والتي بدأت تعود بعد الجهود التي قدمها  القطاع الخاص في المجال السياحي من خلال تنظيمه لقوافل مصرية إلى مختلف الأسواق السياحية بأوربا وأمريكا وتمكنا بالفعل من تصحيح الصورة المغلوطة عن مصر.  كما طالبت الخبيرة السياحية نجوى البارون بتحرك حكومي عاجل لوقف أية فعاليات احتجاجية داخل المزارات الأثرية، وحظر أي إغلاق للطرق السياحية من قبل فئات المحتجين من مواطنين أو عاملين لخطورة تلك الاحتجاجات على قطاع السياحة المصري.  وشددت البارون على ضرورة استغلال التصريحات التي أطلقتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في الأقصر الأسبوع الماضي وأكدت خلالها على أمن وأمان مصر، ودعت خلالها سياح أوروبا لزيارة الأقصر ومدن مصر السياحية والقيام بحملة ترويجية بدول أوروبا من منطلق تأكيدات أشتون على أمن مصر ودعوتها لسياح أوروبا لزيارة البلاد إلى جانب استغلال إشادتها الكبيرة بالآثار المصرية وكرم المصريين في جذب مزيد من السياح والخروج بالقطاع السياحي في مصر من أزمته الراهنة. وكانت نسبة الإشغال السياحي بفنادق الأقصر قد ارتفعت الأسبوع الماضي إلى 41%، فيما شهد قطاع السياحة النيلية انفراجة كبيرة منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري عادت معها البواخر السياحية والفنادق العائمة للعمل مجددا بين الأقصر وأسوان، حيث وصل عدد الفنادق والبواخر السياحية بين الأقصر وأسوان إلى 97 باخرة سياحية وفندقا عائما في أكبر حركة للبواخر السياحية بنهر النيل منذ تفجر ثورة يناير المجيدة.