الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية وليد اللوقيني

كشفت السلطات التونسية مقتل نحو 800 شاب تونسي من بين 3000 آخرين ينتمون إلى جماعات متطرفة في سورية، في الوقت الذي جدَّد فيه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعم بلاده التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الجماعات المتطرفة.

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، وليد اللوقيني، أن أكثر من 600 تونسي عادوا من بؤر التوتر وأن الوحدات الأمنية اتخذت إجراءات صارمة ضد العائدين من بؤر التوتر.

وأشار تقرير نشره خبراء في الأمم المتحدة في تموز/يوليو الماضي، إلى أن أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، يقاتلون مع تنظيمات متطرفة لاسيما في ليبيا وسورية والعراق، وأن عدد المقاتلين الأجانب التونسيين من بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سورية والعراق.

وأوضح اللوقيني، في مؤتمر صحافي عقده المركز الدولي للدراسات الأمنية الجمعة الماضية، أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنت من تفكيك 1300 خلية متطرفة من بينها خلايا مسلحة وأخرى كانت تخطط لتنفيذ عمليات متطرفة تستهدف منشآت أمنية وسياحية وحيوية في البلاد.

وأتت هذه المعطيات في وقت رفعت فيه وزارة الداخلية التونسية حالة التأهب الأمني إلى درجة قصوى منذ مطلع الأسبوع الجاري؛ تحسبًا لهجمات مسلحة تخطط لها مجموعات متطرفة بالتزامن مع الأعياد.

وأضاف الناطق باسم الداخلية أن وزارته اتخذت جملة من الإجراءات لتأمين الحدود البرية والبحرية؛ للتصدي للمخططات المتطرفة، إضافة إلى نشر قوات أمنية ميدانية ثابتة ومتحركة لتأمين مداخل المدن وحماية المنشآت السياحية، كما تم تفعيل العمل الاستخباراتي.

وأوضح اللوقيني أن تبادل المعلومات يشكّل أحد أهداف مشاركة تونس في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمكافحة التطرف.

وفي العاصمة انتشرت وحدات الشرطة في شوارع رئيسية عدة وبالقرب من المنشآت الحيوية، إضافة إلى وحدات متقدمة من عناصر الحرس الوطني والجيش على الحدود البرية والبحرية؛ تحسبًا لمحاولات تسلل جماعات متطرفة.

وقبل يومين، أعلنت الرئاسة التونسية تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين إضافيين، بعد شهر من إعلانها عقب هجوم انتحاري استهدف حافلة للأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية وتبناه تنظيم "داعش" المتطرف.

هذا وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعم بلاده التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لمحاربة التطرف، في ختام زيارته إلى المملكة استمرت يومين.

وأوضح الباجي قائد السبسي، في مؤتمر صحافي في الرياض الخميس الماضي، أن هذه المبادرة لا تكتسب أهميتها فقط من كونها مبادرة عسكرية بالأساس، بل لأنها مبادرة شاملة تصيب الهدف في الصميم، وتعالج مسألة التطرف من كل النواحي الدينية والسياسية والثقافية والعسكرية.

واعتبر أن للمملكة السعودية الثقل العالمي اللازم لنجاح هذا التحالف لمكافحة التطرف وستنجح في ذلك، وأن تونس من أولى الدول التي باركت التحالف وهي معنية بمقاومة التطرف، وهي في جبهة متقدمة في محاربته منذ أعوام.

وأضاف الرئيس التونسي أن بلاده مرت بمرحلة شبه غيبوبة في حربها على التطرف، ولكنها استعادت وعيها وهي في الطريق الصحيح، مؤكدًا عودة العلاقات التونسية السعودية إلى وضعها الطبيعي.