المنامة - البحرين اليوم
جلالته أكد لي أنه لن يضار أي بحريني والمواطنون كلهم أبنائي هل انتهت معاناة البحارة المطلق سراحهم بعد فترة إيقافهم في قطر؟ وهل استطاعوا أن يتجاوزا آثار ما أحدثه سجانوهم القطريون على واقع يومياتهم ونفسياتهم أثناء فترة الاحتجاز؟ تلك أسئلة حملتها “البلاد” للبطل البحريني العالمي في رياضة كمال الأجسام سامي الحداد، الذي أُطلق سراحه قبل أسبوعين بعد احتجازه في قطر؛ ليجيب عليها ويتحدث عن معاناته ومعاناة البحارة.الحداد أثنى بشكل كبير على الدور الذي نهض به عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ من أجل
إطلاق سراحه وإخوانه البحارة، مبينا أنه “لولا رعايته لنا لما استطعنا أن نجتاز الآثار السلبية التي انعكست علينا خلال فترة الحجز وما عانيناه من ويلات”، مؤكدا “جلالة الملك قائدي والبحرين أرضي ولو كره القطريون”.وقال “لا يمكن أن ننسى توجيهات سمو ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أثناء جلسة مجلس الوزراء ومن خلال متابعاته سموه الشخصية، ولا يفوتني أن أقدر الدور الكبير للحكومة ووزير الداخلية بوجه خاص وتعاطف شعب البحرين الكبير معنا”.“البلاد” التقت على عجالة سامي الحداد،
وكانت خلاصة هذا اللقاء ما دار كالتالي:مكالمة مؤثرة بادئ ذي بدء - والحديث للبطل الحداد - أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى جلالة الملك على متابعته الحثيثة لمجريات الأمور خلال فترة التوقيف وما بعد الإطلاق ولن أنسى ما حييت عبارات جلالة الملك معي من خلال حديثه الهاتفي معي والتي أنطوت على معاني من الصعب على شخصي الإلمام بوصفها، لكنها كانت كلمات تنضح بروح الرجل الأب القائد الذي يتابع عن قرب معاناة المواطن البحريني.وأضاف: إن من أسمى المعاني التي لن تغيب عن بالي معاني كلمات جلالته حينما شدد
على أن (أبناء البحرين كلهم أبنائي ولا فرق بينهم، ولن أقبل في السابق أو الحاضر أو المستقبل أن يضار أي مواطن بحريني سواء داخل البحرين أو خارج البحرين)، وبدوري أقدم له أسمى آيات الولاء والوفاء باعتبار جلالته رجل السفينة الأول التي يقودها لشاطئ الأمان.درع المواطنين كيف تقيّمون الدور الذي لعبه وزير الداخلية قبل وأثناء إطلاق سراحهم ولقائكم معه؟كان في سعي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لإطلاق سراحنا بمثابة رجل الدولة الذي يعرف ما هو مطلوب منه وما يجب أن يقدمه للمواطن البحريني
سواء في السراء أو الضراء، وهو درع المواطنين خارج وداخل البحرين.وأتقدم بخالص الشكر والامتنان له لما حظينا به وبقية المواطنين المفرج عنهم من اهتمام ورعاية، ما كان له بالغ الأثر في الإفراج عنهم. عندما استقبلني وزير الداخلية كان صدره رحبا ووجدته على اطلاع تام بقضية البحارة، وشكرته على متابعته الحثيثة لموضوع الصيادين والبحارة الذين كانوا محتجزين في قطر ومتابعته شخصيًا لملفي منذ اعتقالي لحين عودتي سالما لأرض الوطن.لقد أكد لي وزير الداخلية حرص جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء والحكومة على
رعاية أبنائها انطلاقًا من سلامة المواطنين وضمان حقوقهم.كما شدد بالقول إن ضمان حقوق المواطنين يعتبر أولوية قصوى وإنه شخصيا يتابع قضية البحارة بكل تفاصيلها بشكل مباشر ويقف على التفاصيل كافة في القضية ويقف على جميع المشاكل تمهيدًا لوضع الحلول لها.آثار سلبية ماذا حدث لك في قطر؟ وهل مازالت الآثار النفسية قائمة بعد أن مضى أسبوعان على إطلاق سراحكم؟مازالت الآثار السلبية تلاحقني، ومازلت أعيش كوابيس ورعب ليالي وأيام فترة التوقيف القاسية في قطر وجملة الممارسات غير الأخلاقية التي حصلت معنا من قبل
السجانين القطريين الذين كانوا بلا رحمة.لا أريد أن أفصل الأحداث لكني مع البحارة تعرضت لإهانات كثيرة منذ اللحظة الأولى التي اعتقلت فيها وسط المياه الإقليمية البحرينية، فقد أمعنت السلطات القطرية بالتعمد بالإساءة لي والتضييق وكانت الدقائق والثواني تمر بصعوبة، بسبب ما كان يمارسه السجانون من تعذيب نفسي غير أخلاقي.أنا مصدوم من التعامل القطري معي ومع البحارة عموما، لقد كنت أقرأ ما يعانيه البحارة من آلام عبر ما يكتب في الصحافة، لكني وجدت أن المعاناة أكبر وأن كل الذي كتب عن آلامهم لا يصف ما يمارَس بحقهم من إساءة
على أرض الواقع.إن السجون القطرية سيئة والمعاملة سيئة والذي يجري للبحارة ويجري عليّ شيء مخجل ومعيب من دولة شقيقة نحترمها وتربطنا معها أواصر القرابة. ما يجري على البحارة لا ينقل بحذافيره في الإعلام، فمعاناة البحارة كبيرة جدًا؛ كون السلطات القطرية بعد أن تمعن في أذيتهم تصادر قواربهم وعدد الصيد والمحركات مما يجعلهم دون عمل ولا يستطيعون إعالة عوائلهم.صعب كسري كيف رجعت للبحرين، هل تعافيت بعد أن أمضيت أسبوعين؟ أنا شخصية قوية صعب كسرها، لكن القطريين حاولوا كسري وتعمدوا إيذائي
وعاملوني بسوء ووجهوا لي سيلا من الإهانات والاتهامات وكل ذلك كوني بحرينيا، لكن بعد أن لامست واقعًا متابعة جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء والحكومة لشؤون رعاياها في البحرين وخارج البحرين تيقنت أن البحريني قيمته عالية.لقد جعلت القيادة البحريني ذا قيمة عالية في الخليج وفي المنطقة وفي العالم، كنت أقرأ وأسمع وهناك الكثير من الشواهد التي تبين حرص القيادة والحكومة على المحافظة على حقوق المواطنين، لكني شخصيًا لامست هذا الواقع فترة اعتقالي وبعد اعتقالي حتى الآن.ورغم ما أعيشه من كوابيس ورعب ليال
وأيام فترة التوقيف القاسية في قطر وجملة الممارسات غير الأخلاقية التي حصلت معه من قبل سجانيه القطريين، إلا أنني أجدد شكري لجلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء والحكومة والشعب على وقفتهم المشرفة.
قد يهمك ايضاً
"البحارة" معظم الصيادين تعرضوا للانتهاكات القطرية
البحارة العائدين ضحية التعذيب النفسي والمعاملة القطرية البغيضة