دمشق _نور خوام
لا تزال وتيرة القتل برصاص الجندرما التركية مستمرة في التصاعد مع مواصلة عناصر حرس الحدود التركي، فتح نيران بنادقهم، على مواطنين سوريين فروا من الحرب والكوارث الإنسانية والمآسي بحثا عن ملاذ آمن، فكانت الوجهة الآمنة هي المكان الذي يتلقون فيه آخر رصاصة ليفارقوا الحياة، وليضاف الشهيد إلى الآخر، مع تنوع أساليب القتل على الجغرافية السورية التي شهدت الكثير من طرق الموت والقتل، فلم يطلق العنان لقانون ليردع القتلة، ولم تقف السلطات التركية أمام مسؤولياتها في حماية الإنسان، بل كانت الرصاصة هي أولى المواقف التركية تجاه الفارين السوريين، الذين تصاعدت أعدادهم مع وصول عشرات آلاف المهجرين من العاصمة دمشق وريفها ومحافظة الجنوب السوري ووسط سورية.
وتم رصد السبت إطلاق حرس الحدود التركي النار على شاب من مهجري غوطة دمشق الشرقية، وهو ما تسبب في إصابته بجراح خلال محاولته العبور إلى الجانب التركي، ووثُق قتل الجندرمة التركية لأحد المهربين خلال دخوله إلى الجانب التركي لتهريب مجموعة من المواطنين إلى الجانب التركي، وتحدثت مصادر متقاطعة أن عمليات قتل المهربين أو مستكشفي الطريق تجري في غالب الأحيان بشكل مباشر وعن قرب، وفي أحيان كثيرة تكون بعد جولة تعذيب وضرب مبرح من قبل عناصر حرس الحدود التركي.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 400 مدني على الأقل عدد الذين قتلوا، منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 74 طفلا دون الثامنة عشرة، و36 مواطنة فوق سن الـ18، وتواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي "الجندرما" ارتفاعها، إثر قتل مزيد من المواطنين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات قناصات الجندرما، ليتركوا هذه الأرض بصمت، ويسجلوا مع من قبلهم في الرحلة المستمرة للبحث عن الملاذ الآمن، حيث تم توثيق مقتل مواطنين اثنين، أحدهما من ريف حماة الجنوبي، والآخر مهجر من ريف دمشق برصاص قوات حرس الحدود التركي، بالإضافة إلى إصابة 3 آخرين من الريف الدمشقي، بجراح.
وأصيب المئات برصاص قوات الجندرما التركية "حرس الحدود" في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سورية، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل قتلوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.
محافظة حلب
هز انفجار مدينة الباب الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، ناجمة عن عملية تفجير آلية مفخخة، في المدينة التي تسيطر عليها قوات عملية "درع الفرات" المدعومة تركيا، بالقرب من المسجد الكبير في المدينة، وهو ما تسبب في إصابة 3 أشخاص على الأقل بجراح متفاوتة الخطورة، في تجدد لعمليات التفجير في ريف حلب، وفي 23 يوليو/ تموز الماضي من العام الجاري 2018، قتل 9 أشخاص وقضوا اليوم في 3 تفجيرات ضربت ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي التفاصيل فإن 7 أشخاص قتلوا وقضوا جراء تفجير آلية دراجة نارية مفخخة في منطقة باب ليمون الحدودية مع تركيا، والواقعة إلى الشرق من بلدة الراعي، بينما قضى شخص آخر جراء انفجار في منطقة تواجد خزانات للمحروقات، في منطقة باب ليمون، ما تسبب بانفجارات واندلاع نيران في المنطقة قضى على إثرها شخص على الأقل وأصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، في حين وُثق مقتل شخص على الأقل بتفجير مفخخة عند مبنى المجلس المحلي في بلدة أخترين الواقعة في القطاع الشمالي لريف حلب، ولا تزال أعداد القتلى قابلة للازدياد لوجود أكثر من 40 جريحا لا يزال بعضهم بحالات خطرة.
وجاءت هذه الانفجارات الثلاثة، بعد أكثر من أسبوعين من تفجير آخر في شمال شرق حلب، إذ تمّ نشر مقتل 3 جراء تفجير آلية مفخخة في بلدة قباسين، وكان تفجيرا جرى بواسطة سيارة مفخخة في الـ7 من تموز، ضرب منطقة بالقرب من المستوصف في بلدة جرابلس الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، والقريبة من الحدود السورية-التركية، وأكدت مصادر أهلية أن التفجير استهدف منطقة تواجد قيادي في لواء عامل في المنطقة، حيث تسبب التفجير بإصابة نحو 20 شخصا بجراح متفاوتة الخطورة من ضمنهم 6 مواطنات وأطفال، بينما يأتي هذا التفجير في استمرار لعمليات التفجير بواسطة مفخخات أو عبوات ناسفة أو قنابل في مناطق سيطرة القوات التركية بريف حلب الشمالي الشرقي.