القاهرة ـ الديب أبو علي
تباينت ردود الأفعال بشأن موقف الخرطوم غير التصادمي مع إثيوبيا إزاء بناء سد النهضة على نهر النيل ليعكس توجها سودانيا للضغط على مصر بورقة المياه مقابل تنازل القاهرة عن المثلث الحدودي.وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية طارق فهمي إن الموقف السوداني تجاه أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي مرتبط ببعدين، الأول خاص بعلاقتها بمصر شمال وجنوب، والثاني بعلاقتها بإثيوبيا ودول حوض النيل، وفى هذا الإطار فان السودان ينظر إلى مصلحته طبقا لتصريحات وزير الموارد المائية السوداني الذي أكد مرارا أن دولته لا توجد لديها أزمة تجاه سد النهضة الإثيوبي وأنها غير متضررة بهذا المشروع بينما دولة الجنوب فتجمعها ارتباطات ومصالح مع إثيوبيا بصورة مباشرة. ويشير فهمي إلى أن الموقف السوداني يعتمد على مبدأ حساب المصالح السودانية في الأساس ومن ثم لا يمكن وجود توافق مصري سوداني بشأن الأزمة لان المصالح متعارضة فالسودان وقع منذ فترة عقد مع إثيوبيا لاستيراد كمية من الكهرباء التي سينتجها السد الجديد، وبالتالي فإن السودان لن يدخل في مشاكل مع إثيوبيا بغية مصر ومصالحها، مضيفا أن الموقف السودان يرتبط بقضية حلايب وشلاتين. مشيرا إلى أن السودان يمتلك الآن أوراق متعددة للضغط على مصر في موضوع حلايب، في المقابل لا تمتلك مصر أي ورقة ضغط لا على السودان أو إثيوبيا. وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة أن كل بلد يرى الأمر من وجهة نظر مصالحه الخاصة، والخرطوم لن تدخل معركة مع أديس أبابا، لأنه يؤمن أنه لن يقع عليه ضرر من السد، لافتا إلى أن العلاقة بين الدولتين أفضل من علاقاتها مع القاهرة، فهناك قضايا خلافية عدة بين مصر والسودان أهمها مثلث حلايب وشلاتين. واتفق مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة الدكتور رفعت سيد أحمد مع ما ذكر سالفا، وأشار إلى أن السودان قرر حل مشاكله بعيدا عن مصر، بخاصة أن مصالحه الاستراتيجية تفرض عدم معاداة إثيوبيا ذات الموقف الأقوى حاليا، لافتا إلى أنه يمكن فهم الموقف السوداني، خصوصا مع التقصير المصري في التواصل معها. وأبدى اعتراضه على الطرح القائل بأن السودان يستغل الأزمة الحالية للضغط على مصر للتنازل في ملف حلايب وشلاتين، لافتا إلى أن ظروفه الحالية لا تسمح له بذلك طبقا لأوضاعه الداخلية وصراعاته مع دولة الجنوب.