دمشق - جورج الشامي
كشفت وثيقة رسمية في الأمم المتحدة نشرتها جريدة "الحياة" وجود تنسيق ميداني بين القوات الحكومية السورية والجيش الإسرائيلي في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك - (أندوف)، إذ لبت إسرائيل طلب الجيش السوري بأن لا يقوم الجيش الإسرائيلي "بأي تحرك" ضد الدبابات السورية التي دخلت
منطقة فك الاشتباك الخميس الماضي "لأنها مخصصة حصراً لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة".
وفي الوثيقة التي تضمنت تقريراً قدم إلى مجلس الأمن، الجمعة، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس إن "ضابط الاتصال الرفيع في الجيش السوري، المحاور الرئيسي مع "أندوف" في الجانب السوري من منطقة فك الاشتباك، أبلغ الخميس قائد "أندوف" أن وجود الدبابات السورية مخصص حصراً لغرض محاربة الأعضاء المسلحين في المعارضة، وطلب أن لا يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بأي عمل" ضدها.
وأضاف لادسوس، وفق الوثيقة نفسها، إن "الجيش السوري لا يزال يبقي 4 دبابات وثلاث ناقلات جنود مدرعة في منطقة فك الاشتباك، في انتهاك لاتفاق فك الاشتباك" مع إسرائيل.
وذكرت "الإذاعة الإسرائيلية" أن نظام بشار الأسد طلب منها عدم اتخاذ أي رد فعل تجاه تحرك دباباته لقصف الثوار داخل المنطقة العازلة، التي تفصل بين سورية والجولان المحتل.
و من جانبها تولت بعثة قوات الفصل الأممية المرابطة في المنطقة، نقل طلب نظام بشار إلى إسرائيل، حسب قول "الإذاعة الإسرائليلة" التي أكدت أن مجلس الأمن نوه بهذا الطلب في قراره الأخير الذي أدان الاشتباكات في منطقة الجولان.
ويذكر أنه أخيرًا نشبت اشتباكات عنيفة بين الثوار السوريين وقوات بشار في مدينة القنيطرة وعلى معبرها الرئيس، ما دفع النظام للاستعانة بتعزيزات إضافية تتضمن دبابات وعربات مدرعة، علما أن دخول هذه الدبابات إلى المنطقة العازلة محظور بموجب اتفاقية الفصل، وهو ما أعطى إشارة واضحة بأن بشار استأذن الإسرائليين قبل إقدامه على هذه الخطوة.
و تتقاطع هذه المعلومات مع تقرير نشره قبل أيام موقع معارض سوري، إذ طلب حزب الله نفس الطلب سابقاً... "عدم استهداف خطوط إمداده لأنها مخصصة لدعم القوات التي تقاتل العناصر المسلحة الإسلامية"..!
وعلى جانب آخر كشفت مصادر قريبة من المخابرات الألمانية عن زيارة رئيس المخابرات الاتحادية (BND) لدمشق مطلع الشهر الحالي لبحث ملفات التعاون الأمني فيما يتعلق بالمعتقلين الإسلاميين وعلى رأسهم معتقلي جبهة النصرة، غير أن مصدر قال بعكس ذلك والغاية هي "حزب الله."
كما تحدث راديو ستديو عمان عن زيارة جيرهارد شيندلر رئيس المخابرات الألمانية يرافقه رئيس دائرة مكافة الإرهاب لدمشق مطلع الشهر بغية جمع معلومات أكثر بشأن المعتقليين الإسلاميين لا سيما من جبهة النصرة.
وكشف مصدر أن زيارة شيندلر تتعدى مسألة المعتقلين الجهاديين التي تعد واجهة فقط وجوهر الزيارة هو إطلاع بشار الأسد ومستشاريه الأمنيين وعلى رأسهم علي مملوك عن دور الوساطة الذي تلعبه المخابرات الألمانية بين إسرائيل من جهة والنظام السوري وحزب الله من جهة أخرى.
وكانت أولى التسريبات عن هذه الوساطة تقديم ضمانات لـ"حزب الله" من إسرائيل بعدم ضرب أرتاله العسكرية أو الإمدادات الذاهبة إليه من النظام السوري طالما أنها موجهة لمحاربة "الإسلاميين على جبهة القصير".