أعلن النادي الأهلي تقديمه اعتذاراً رسمياً لاتحاد الكرة لعدم المشاركة في مسابقة كأس مصر لكرة القدم لسبب خلافات بشأن حقوق إعلانية لتصبح هذه المرة الأولى التي يقدم فيها حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس على الاعتذار. وكانت لجنة كأس مصر التي يرأسها عضو مجلس الإدارة حمادة المصري أعلنت غرمات مالية لأي نادٍ لا يلتزم بارتداء قمصان تحمل شعارات شركة المحمول التي ترعى الاتحاد، فيما يرتبط الأهلي بعقود رعاية مع شركة منافسة له وتبلغ قيمة هذه الغرامات في حال وصل الأهلي إلى المباراة النهائية ما قيمته لـ3 ملايين جنيه في حين أن الجائزة المخصصة للفائز باللقب لا تتعدى 500 ألف جنيه فقط من جانب اتحاد الكرة الذي هيمن أيضاً على جزء كبير من عائدات بث مباريات المسابقة.
وتلقى اتحاد الكرة خطابات رسمية من ناديي حرس الحدود وسموحة يعتذران فيهما عن عدم المشاركة في مسابقة كأس مصر، وأرجع الأول في خطابه عدم المشاركة لأن ظروفه المادية لن تسمح بالمشاركة والصرف على البطولة، في حين أن سموحة اعتذرت لظروف خاصة بها تتعلق بالمشاركة في الدوري وتحديد ميزانية للإنفاق عليه فقط.
وأرسل نادي الإسماعيلي خطاباً أيضاً يوضح فيه أنه يمر بحالة مادية صعبة فبالتالي لن يستطيع المشاركة خاصة أن التكلفة ستكون مرتفعة جداً، فرد عليه اتحاد الكرة بأن التكاليف كلها الخاصة بالمباريات سيتحملها الاتحاد، فيما أكدت المصادر أن أحد أعضاء مجلس الإدارة أقنع الدراويش بالعدول عن الاعتذار والمشاركة في البطولة وهو ما لاقى قبول مسؤولي الدراويش، بعدما ضغط أحد الأعضاء عليهم بأنهم سيكونون من المرشحين للفوز باللقب مع اعتذار الأهلي.
يذكر أن أزمة كأس مصر اندعلت منذ فترة لسبب الحقوق التجارية والإعلانية وهو ما دفع لجنة الكرة في النادي الأهلي إلى الخروج بتوصية لمجلس إدارة الفريق بالانسحاب من بطولة كأس مصر لسبب مشاكل الرعاة مع اتحاد الكرة الذي وضع شروطاً مشددة بشأن ارتداء الأندية المشاركة في البطولة شعار الشركة الراعية له، مهدداً بفرض غرامات مضاعفة عن كل مباراة لا يرتدي فيها أي فريق لشعار الشركة الراعية، مع إلغاء المباراة واعتباره مهزوماً في حال ارتداء لاعبي أي فريق لشعار شركة أخرى ، ورأت لجنة الكرة بالفريق عدم جدوى المشاركة في البطولة لسبب شروط اتحاد الكرة والتي وصفتها بـ"المجحفة"، وذلك كونه سيغرم الفريق مبلغاً قد يصل لـ3 ملايين جنيه حال الوصول للمباراة النهائية، وذلك في حالة عدم ارتداء أي شعارات.
من جانب آخر أمهلت لجنة أندية الدوري الممتاز، الجبلاية فرصة لتعديل تلك الشروط معلنة تضامنها مع الأهلي حال اعتذاره عن خوض البطولة.
ولم تكن مشكلة الرعاة هي الوحيدة، حيث أصدرت لجنة الأندية التي يرأسها حسن حمدي شروطاً وطلبات عدة لها لخوض البطولة، منها تحديد المكافآت المالية لكل فريق حسب ترتيبه، والفصل بين مواعيد مباريات البطولة ومواعيد البطولات الخارجية وبطولة الدوري، بالإضافة إلى الكشف عن مبلغ رعاية البطولة.
وعلى الجانب الآخر فقد رفع مسؤولو اتحاد الكرة راية التحدي مؤكدين إقامة المسابقة بأي شكل من الأشكال وحتى لو اعتذرت أندية الدوري الممتاز كلها، وخرج عضو مجلس الإدارة إيهاب لهيطة ليؤكد أن هناك عقوبات في اللائحة تنتظر المعتذرين عن عدم المشاركة وأن مجلس إدارة الجبلاية لن ينساق وراء تهديدات الأندية التي تبحث عن مصالحها الخاصة فقط على حد تعبيره، فيما كانت لجنة كأس مصر في اتحاد الكرة برئاسة حمادة المصري قد حددت يوم 28 من الشهر الجاري موعداً لإجراء قرعة دور الـ 32 التمهيدي ،وتحدد اللجنة عدد الفرق التي ستصعد لدور الـ 32 الرئيسي بعد معرفة عدد أندية الدوري الممتاز التي ستشارك في المسابقة والتي ستتحدد، الأربعاء، كما أن مباريات دور الـ 64 ستقام يومي 22 و23 من الشهر الجاري لتشهد الساعات المقبلة تحركات مكثفة من جانب الأطراف كافة ، وهو ما بت يهدد مصير المسابقة، خصوصاً أن غياب الأندية الكبيرة عنها سيضعف من قيمتها التسويقية بشكل كبير مع تفكير نادي الزمالك أيضا في الانسحاب لسبب الغرامات وتكاليف استئجار الملاعب.