ميونيخ ـ منى الفضل
يؤمن غوسيب غوارديولا بالعمل أكثر مما يؤمن بوجود الحظ أو غيابه. لكن من يؤمنون بالخرافات، يرصدون أن الأسباني خسر مباراته النهائية الثالثة عشرة (رقم النحس) كمدرب.
وكان ذلك تحديدًا في مباراته الرسمية الأولى في ألمانيا كمدرب لبايرن ميونيخ. وبث غوارديولا إحساسا
بأنه لا يشعر بالراحة في تدريب فريقه أمام بوروسيا دورتموند، الذي حصد على عكس كل التوقعات لقب كأس السوبر الألمانية لكرة القدم بفوز مستحق 4/2 .
وبعد 63 يوما على وجه التحديد من خوض الفريقين نهائي دوري أبطال أوروبا ، ثأر دورتموند لهزيمته 1/2 في استاد ويمبلي أمام البافاريين. لم يكن ممكنا أن تكون هناك بداية أسوأ لغوارديولا، الذي خسر مع برشلونة مباراة واحدة من إجمالي 12 مباراة نهائية.
وأوضح المدرب "كنا جيدين، لكننا لعبنا أمام فريق قوي للغاية"، وفي مباراته الرسمية الأولى في ألمانيا، لم يتمكن غوارديولا من مجابهة الأداء الخططي الجيد لنظيره في تدريب دورتموند، يورغن كلوب، الرجل الاستعراضي الأول في كرة القدم الألمانية، القادر على السخرية في القاعة الإعلامية أو في الملعب و"الفريد من نوعه" في ألمانيا، لكن بطريقة تتعارض تمامًا مع أول من حصل على ذلك اللقب، البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي الإنكليزي.
وجعل الألماني من غوارديولا مادة للسخرية، بعد أن أثنى على "كرة القدم الجميلة" لبايرن ، قبل أن يتحدث عن الأسباني عقب الفوز وابتسامة عريضة على وجهه "إنه يبدو في حالة رائعة". ومن المنتظر أن يكتب الكثير عن المواجهات بين كلوب وغوارديولا. وحسم الألماني الأولى لمصلحته، وهو ما بدا قريبا من التحقق منذ اللحظة الأولى ، من المصافحة ، إذ قابل كلوب السلام القوي لجوارديولا بابتسامة عريضة. وبالكاد ابتسم الأسباني، الذي ظهر عليه قدر أكبر من التوتر وهو يركز في مباراته الأولى.
وقضى غوارديولا أغلب أوقات المباراة واقفا أمام مقاعد بدلاء فريقه ، واضعا يديه في وسطه ، فيما كان كلوب يضع يديه في جيبي بنطاله. وبعد أن كان الأسباني يرتدي بدلة كاملة وربطة عنق ، لم يطل به الوقت حتى اكتفى بالقميص ، بعد أن استبد به القلق نتيجة اقتراب مباراته الأولى من النهاية بخسارة. وفي كل الأحوال كان كأس السوبر الألمانية لقبا أهم بالنسبة لغوارديولا منه لبايرن، من أجل كسب الثقة في رحلته الجديدة. وفيما بدا أن أداء البافاريين يفقد أناقته أمام ضغط دورتموند ، كان عرق غوارديولا ينهمر.
على النقيض تماما كان كلوب ، الذي ارتدي زيا رياضيًا، يبدو هادئًا ويجلس في أحيان ويقف في أخرى ، لكنه بدا واثقا طيلة اللقاء. كان كل شيء جديدا لغوارديولا ، إذ يبدأ المهمة كمدرب لبايرن بشكل متعسر. فريقه أحرز في الموسم الماضي ثلاثية البوندزليغا والكأس ودوري أبطال أوروبا، لكنه لم يعد بمقدوره معادلة الألقاب الستة التي فاز بها برشلونة تحت قيادته العام 2009 .
ظل المدرب الأسباني واقفا قرب مقاعد البدلاء طيلة اقتناعه بإمكان تعويض الخسارة. حاول استخدام التوقفات من أجل أن يوجه لاعبيه خططيا في محاولة للعودة إلى اللقاء. لكن عندما سجل ماركو رويس الهدف الذي صعد بالنتيجة إلى 4/2 قرب النهاية، لم يغادر غوارديولا مقاعد البدلاء حتى الوقت بدل الضائع، حينما كانت الجماهير تحيي التمريرات المستمرة للاعبي دورتموند. وقتها سقط العالم فوق رأس مدرب "التيكي-تاكا".
وبصرف النظر عن الخرافات، لم تكن بدايات غوارديولا قط سعيدة، ولا حتى في بداية توهجه مع برشلونة. ففي أول مباراة له في الدوري الأسباني، خسر أمام نومانسيا المتواضع في آب/أغسطس 2008. بعد ذلك تعادل على أرضه سلبيا أمام المتواضع راسينغ سانتاندير ، قبل التألق بالفوز على خيخون 6/1 وبدء بناء برشلونة الكبير. وكما حدث وقتها، عليه الآن العمل الكثير، وأن يمنحه النادي الوقت.