مقديشو ـ عبدالستار حسن
مقديشو ـ عبدالستار حسن عاد الاتحاد الدولي لكرة القدم في مقديشو لممارسة أنشطته الرياضية، التي توقفت في 1986، وذلك إثر جهود بذلها الاتحاد الصومالي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الصومالية، لاستئناف الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم ، وكرة السلة، والطائرة، والطاولة، والتي تساهم في بعث روح السلام في نفوس المواطنين .يأتي هذا عقب مرور عقدين من الزمن، تحولت فيها الملاعب الرياضية في مقديشو إلى ثكنات عسكرية، وتهدمت بفعل الحروب التي دارت في محيطها.ولايزال الملعب الرياضي الضخم معسكرًا للقوات الأفريقية، بعد انسحاب مقاتلي حركة "الشباب" منه في عام 2011 .كما تعود أنشطة الأندية الرياضية تدريجيًا إلى الملاعب الرياضيةفي العاصمة مقديشو، ومن بين الملاعب الرياضية التي رممت أخيرًا الملعب الرياضي "كونس"، الذي يقع شرق العاصمة، وهو ثاني أكبر ملعب رياضي في مقديشو، رممه الاتحاد الدولي لكرة القدم.وأوضح الاتحاد، في مؤتمر صحافي، أنه يدعم الاتحاد الصومالي لكرة القدم، وأبدى استعداده الكامل لدعم الرياضة في مقديشو .وأكد رئيس اللجنة الأولمبية الصومالية حاج يبرو أنهم حصلوا على دعم مالي وأدوات رياضية، وتابع قائلاً "مع عودة السلام والاستقرار تدريجيًا إلى البلاد، تعهد الاتحاد الصومالي لكرة القدم بتنظيم فعاليات رياضية .أويس سعيد أويس بابا، هو من محبي الرياضة، ويقول لـ"مصر اليوم" إنه "سعيد جدًا لعودة الأنشطة الرياضية إلى مقديشو"، مشيرًا إلى "أننا فقدنا هذه الأجواء الرياضية لسنوات طويلة" .وأضاف بابا أن "المباريات الرياضية في مقديشو خلال النهار والليل ستبدأ قريبًا في الملاعب، كما أنه ليس هناك المخاوف الأمنية في هذه الأيام، وهو ما يدل على عودة السلام".ويقول الصحافي الرياضي عبدالرحمن جيتي لـ"مصر اليوم"، "هنا أمل يلوح في الأفق، يبشر بغد أفضل للرياضة الصومالية"، مشيرًا إلى أن الأنشطة الرياضية تثير اندماجًا شعبيًا وتقاربًا بينأطياف الشعب الصومالي في مقديشو" .وإلى جانب الأنشطة الرياضية، بدأت بعض مراكز الترفيهية بالعودة إلى العاصمة الصومالية، مثل صالات البلياردو، وكذلك مراكز الاستجمام والرياضة البدنية، كما توجد محاولات لإحياء المسرح الوطني الصومالي، وفرق العزف الموسيقية، التي اشتهرت بها الصومال قبل الحرب الأهلية.وبدأ استاد "كونس"، في وسط العاصمة، باستضافة المباريات المحلية، حيث يملأ الشعب، لاسيما الشباب والنساء مدرجات الملعب الرياضي .وكانت كل أنشطة "الفيفا"، بما فيها مسابقات كرة القدم في الصومال، قد توقفت خلال الصراع الذي استمر أكثر من 20 عامًا.وشارك الفريق الوطني الصومالي في البطولات الإقليمية للعبة خارج أرضه، حيث لعب في دول مجاورة مثل جيبوتي.وقال المدرب الدولي ماتيو "إن هذا المكان ينبض بالحماس، ليثبتوا للفيفا أنهم مستعدون لأي شيء، الآن نعمل من أجل ذلك، وأتمنى أن يساعد وجودي هنا على الإثبات للفيفا، ولعالم كرة القدم بأسره، أنكم مستعدون لأي شيء من أجل استضافة أي مسابقات للفيفا أو للاتحاد الأفريقي مستقبلا".ويحتاج الصومال إلى تحقيق ثلاثة شروط للحصول على موافقة الفيفا على تنظيم أنشطة كرة القدم رسميًا، وهي الحفاظ على أمنوسلامة اللاعبين، ووجود ملعب مطابق للمعايير الدولية، ووجود راع محلي.ويعمل الاتحاد الصومالي لكرة القدم في الوقت الراهن على تنفيذ الشروط الثلاثة.والملعب الرئيسي في مقديشو عاد يفتح أبوابه للرياضيين بعد أن كانت حركة "الشباب" تستخدمه لتدريب مقاتليها وقاعدة لعملياتها. ونجح الاتحاد الصومالي لكرة القدم، العام الماضي، بمساعدة "الفيفا" في إصلاح أرض الملعب، الذي تجرى فيه تدريبات للاعبي كرة القدم.وتسعى قوة حفظ السلام الأفريقية، التي تدعمها الأمم المتحدة، إلى طرد فلول حركة "الشباب" المتمردة من معاقلها الباقية في البلاد.